يعتبر الفقر من اكثر الآفات المؤلمة التي تعاني منها المجتمعات العربية بالرغم من الثروات الكبيرة والخيرات التي تنعم بها الاراضي العربية كالنفط والذهب والغاز الطبيعي وغيرها..   ولكن يوجد فئة ظلمت بسبب توزيع غير عادل للثروات حتى أصبحت على هامش الحياة دون معيل أو نصير..هذه الطبقة هي طبقة الكادحين الذين يسعون للوصول الى لقمة عيشهم بكرامتهم وعرق جبينهم..  

هؤلاء غالبا" يهانون من قبل الاشخاص المحيطين بهم وإن كان الفقر ليس عيبا" ينعت به المرء ولكن يتم النظر الى الفقراء على أنهم وصمة عار على المجتمعات..   فماهي أسباب الفقر؟   تتعدد الاسباب بين عدم وجود دخل ثابت أو دخل يتناسب مع متطلبات العيش الكريم وأحيانا" تولد البطالة الفقر حيث يعجز المرء عن العثور على فرص عمل تضمن له قوته وقوت أولاده..   من جهة أخرى غالبا" ما يميل أرباب العمل الى توظيف يد عاملة أجنبية بحثا" عن توفير في رواتب موظفيه ما يجعل أبناء البلد الأصليين في حالة من العوز والفاقة..  

وعلى المستوى الرسمي؛فإن غياب التنظيم المهني من قبل الدول وعدم وضع سياسات ترشيدية توجيهية لسوق العمل تخلق حالا" من الفوضى الاقتصادية تتجلى في الفقر بشكل كبير.   إن كل ما سبق، يجعلنا قادرين على القول أن الفقر هو من أبرز الأسباب المؤدية الى الدمار الاجتماعي الممنهج..فهو يولد الكآبة وقد يؤدي الى الانتحار كما أنه يساهم في تفشي الجريمة والرذيلة فالحرمان في غياب القيم والارشاد يولد انسانا" قادرا" على ارتكاب أي شيء في سبيل تحقيق غاياته والوصول الى أهدافه.    

إذن لا بد من وضع سياسات عالمية جديدة تلحظ الفقر كمؤشر أولي على النمط الاجتماعي كي يتم التعامل معه من منطلق أن الفقر هو سياسة دول وليس قدر.