اعتادت الجماهير على الصراع الأزلي بين قطبي كرة السلة اللبنانية، واحتكار «الرياضي» و«الحكمة» ألقابها، إلا أن «نادي هوبس» أثبت في مواجهاته الأخيرة، أن انتصاراته لم تكن محض صدفة بل نتاج عمل جاد من الجهاز الفني وإدارة الفريق، إضافة إلى الروح القتالية العالية التي أظهرها اللاعبون على أرضيّة الميدان.
من فريق يقاتل للهروب من الهبوط إلى الدرجة الثانية الى منافس جدي وصريح، نجح «هوبس» في رفع سقف طموحاته والحلول وصيفاً لبطل الدوري، فهل ينضم إلى كتيبة المحاربين على إحراز اللقب اللبناني لكرة السلة؟
مدرب «هوبس» باتريك سابا هو الأقصر قامة على الإطلاق بين مدربي الفرق كافة، لكنه بلا أدنى شك الأكثر ذكاءً ودهاءً، ونجح بالسيطرة على خصومه فارضاً احترامه بعدما كانت بدايته مخيّبة، لكنه تخطاها بستة انتصارات متتالية رفعته إلى المركز الثاني بعد «الرياضي».
«السفير» استضافت سابا وكان معه الحوار التالي:
÷ يمتلك «هوبس» هذا العام أدنى ميزانية مقارنةً بالنوادي الأخرى المنافسة، وعلى الرغم من ذلك تمكّن من مجاراة خصومه إلى أن احتل المركز الثاني، برأيك ما هي الأسباب التي تقف خلف هذا الإنجاز؟
{ العمل المتكامل هو سر نجاحنا، وخوضنا غمار التحضيرات باكراً خلقت انسجاماً كبيراً بين اللاعبين، بالاضافة إلى المجهود الجبار، بدايةً من رئيس النادي جاسم قانصو، مروراً بالجهاز الفني، خصوصاً الجندي المجهول مساعد المدرب مانو حلاجيان. وأضاف سابا «على خلاف العام الماضي، حيث أجبر الفريق على استبدال أجنبيين لكونهما لم ينسجما مع زملائهم، قررنا هذا الموسم تجهيز الفريق من دون النظر إلى هوية المنافس، واحترام الفرق كافة من دون التقليل من قيمة أي نادٍ».
÷ حقق «هوبس» انتصارات بفارق مريح في غالبية المباريات التي خاضها، كيف تمّت التحضيرات؟
{ يتم التحضير للمباريات بجدية كبيرة على الخطط الدفاعية لكوننا لا نملك نسبة عالية في التسجيل، مع الكثير من التجاوب والتركيز من قبل اللاعبين الذين أظهروا انضباطاً وتجانساً لافتاً، توطّد بالعلاقة الممتازة مع عناصر الفريق داخل الملعب وخارجه.
لن نوقع مع أجنبي جديد
÷ الدوري الصيني انتهى، هل «هوبس» يحضّر للتوقيع مع أجنبي على قدر المسؤولية لتعزيز صفوفه؟
{ بالتأكيد لن نوقع مع أجنبي ذي قيمة فنية عالية حتى في حال توفرت لدينا الإمكانيات المادية اللازمة. الأندية المنافسة تنتظر فتح باب سوق الانتقالات بفارغ الصبر، لكن «هوبس» له نظرة مختلفة، لأننا نثق بلاعبينا الأجانب، ونؤمن بقدراتهم المتميزة لصناعة الفارق وقيادة الفريق خلال استحقاقاته المقبلة حتى نهاية الدوري، ولوْ كلفنا ذلك الابتعاد عن المنافسة على اللقب، لذا يجب أن نكون على قدر المسؤولية والاعتماد على تنظيم الصفوف من خلال اللعب الجماعي على الصعيدين الهجومي والدفاعي.
÷ هل صبّ قرار اعتماد ثلاثة لاعبين أجانب في كل فريق لمصلحة «هوبس»، أم برأيك شكل عاملاً سلبياً على اللاعب المحلي؟
{ في اعتقادي، لم يؤثر قرار الاتحاد اعتماد لاعب أجنبي ثالث هذا الموسم على اللاعب المحلي، بل على العكس يعزز تواجد اللاعب الأجنبي من قدرات العنصر اللبناني، خصوصاً على صعيد الشباب، وهناك العديد من اللاعبين الصاعدين من دوري الدرجة الثانية قد أثبتوا جدارتهم في حجز مكان لهم ضمن صفوف أنديتهم. أما موقف رئيس النادي جاسم قانصو الذي رأى أنه من الأفضل اعتماد لاعب أجنبي واحد فقط، جاء على خلفية الميزانيات المتواضعة لبعض الأندية.
÷ بعد عودة فادي الخطيب إلى صفوف نادي «الرياضي»، هل تعتقد أنهم قادرون على تحقيق لقب الدوري المحلي من دون منافسة؟
{ تُعتبرعودة الخطيب إلى الملاعب اللبنانية إضافة فنية وقيمة كبيرة للنادي الأصفر، فادي يمتلك خبرة واسعة ويتقن جيّداً كيفية التعامل مع الخصوم، والفرق بدورها أصبحت على دراية وإلمام بطريقة لعبه، ما يسهل مهمة إيقافه. ومع اعتماد ثلاثة أجانب هذا الموسم، أرى أن رجال المدرب سوبوتيتش سيواجهون صعوبات عديدة تحول دون تحقيقهم اللقب بسهولة على غرار العام المنصرم.
÷ هل يتدخل رئيس النادي في الأمور الفنية خلال المباراة، وهل ستبقى على رأس الجهاز الفني في حال تلقيت عروضاً مغرية الموسم المقبل؟
{ قانصو يحترم قرارات الجهاز الفني ولا يتدخل في الأمور الفنية، يكتفي بالتعبير بين حين وآخر عن سعادته بالأداء الذي يقدمه الفريق أو عكس ذلك. علاقتي بـ «هوبس» قصة عشق لا تُقدَّر بثمن، وذكرياتي معه منحوتة على جدران النادي، المسؤوليات قد تتضاعف لكنها لن تقيّدني طيلة حياتي المهنية.