نجح رئيس تيار المستقبل الشيخ سعد الحريري باعادة تجميع بعض قيادات قوى 14 آذار في صورة مشتركة في احتفال ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في البيال في 14 شباط، كما نجح الحريري في وصل ما انقطع بينه وبين بعض شركائه في قوى 14 آذار وتيار المستقبل وخصوصا مع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع والوزير اشرف ريفي ، وكانت القبلات والكلمات المباشرة الطريق الاسرع لتجسير الطرق المقطوعة بين الرفاق والاحبة.

لكن الصورة بقيت ناقصة في 14 شباط في البيال فهي لم تجمع كل قادة ومكونات 14 آذار وغاب الكثيرون عن المشهد الجامع وخصوصا بعض قادة 14 آذار والشباب الذين شاركوا في النضال طيلة السنوات الماضية ، وحتى التمثيل الشكلي لبعض الوجوه الشيعية التي كان يتم الاستعانة بها في الإحتفالات السابقة غاب عن المشهد هذا العام .

لكن السؤال الأهم الذي يجب أن يطرح : هل هذه الصورة الناقصة في 14 شباط سترمم العيوب التي ظهرت في مسيرة قوى 14 آذار وتيار المستقبل ؟

وهل ستؤدي عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت ، سواء كانت مؤقتة أو دائمة، إلى إعادة الروح لقوى 14 آذار وتيار المستقبل؟

لا شك أن وجود الشيخ سعد في بيروت يساهم في إعطاء بعض الحيوية لتيار المستقبل وقوى 14 آذار وهو قد يلعب دورا مهما في إعادة شدشدة الأوضاع السياسية والتنظيمية للتيار والإمساك مجددا بقرار القيادة ، لكن هذه العودة والخطاب الناري في 14 شباط لن يلغيا حجم الإشكالات التي تواجهها قوى 14 آذار وتيار المستقبل إن بسبب الخلافات والتباينات فيما بينهما أو بسبب الاضطرار لتقديم تنازلات سياسية لقوى 8 آذار على صعيد معركة الإنتخابات الرئاسية عبر التسليم بحصر الرئاسة بمرشحي 8 آذار الحليفين لسوريا وايران .

ومن غير الواضح كيف يهاجم الشيخ سعد حزب الله وايران وفي الوقت نفسه يوافق على أن المرشحين الأساسيين والجديين للرئاسة هما حليفا ايران وحزب الله وسوريا، وهل سيفيد إعلاء الصوت ضد إيران والحزب في لملمة الأوضاع داخل تيار المستقبل وقوى 14 آذار ، في حين أن كل المعطيات الداخلية والخارجية تشير الى أن الأوضاع لا تتجه لصالح التيار وقوى 14 اذار وحلفائهم في المنطقة.

وبانتظار معرفة كيف سينعكس خطاب الشيخ سعد الحريري على أرض الواقع السياسي ، لا بد من الاعتراف أن عودة الشيخ سعد ساهمت وستساهم في تزخيم الحراك السياسي الداخلي ولو بدأت بالقبلات الحميمية والصورة الناقصة لبعض قيادات قوى 14 اذار