رأى عضو المكتب السياسي لحزب "الكتائب" سيرج داغر أن "النقاش الصريح هو الطريق الاسلم نحو بناء الدولة، اذا كنا مقررين ان نبني دولة، والا فان التكاذب على بعضنا بعضا واضحة نتائجه المبهرة، التي تحققت خلال المئتي سنة الاخيرة، وما وصلنا اليه اليوم من واقع معروف".

  وخلال ندوة سياسة بعنوان "مشروع لبناني"، في قاعة المطالعة والتنشيط الثقافي في بلدية حلبا، سأل "لماذا اسمينا المشروع: مشروع لبناني؟ أولا لانه ليس مشروعا شخصيا، يعني اننا في حزب الكتائب، لا نريد أن يكون عندنا رئيس حزب مفدى، اذكى من الجميع، وهو دائما على حق، وهو الافهم دائما منا جميعا، وليس هدفنا ابدا، ان يكون رئيس الحزب مرشحا ليكون رئيسا للجمهورية في لبنان، وان يكون اهم زعيم في لبنان. نحن الان في حزب الكتائب، نفتش ونبحث عن فريق عمل، عنده القدرة والرغبة والجراة ان يناقش وان يكون هناك زعيم اقتنع بان لا يكون زعيما، وان يعود انسانا عنده القدرة على الاستماع والمناقشة والحوار، ونصل معه الى قرار مشترك، ولا اعتقد بان قياداتنا اظهرت في العشرين سنة الاخيرة، انها اذكى من شعبنا، او اذكى من مسؤولينا ونوابنا".

  وأكد أن "الرئيس الذي لا يريد ان يسمع، هو لا يجب ان يكون رئيسا، الا على نفسه، ولقد اظهرنا هذا الشيء في الاستحقاق الرئاسي، لان رئيس حزبنا السابق، كان من المفترض ان يكون مرشحا، ونحن في الحزب، كما هو معلوم، لم نصر ولم نتمسك ولا للحظة واحدة بالترشيح، وذهبنا الى تاييد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، الذي كان هو مرشح 14 اذار، ولم يكن لدينا اي اشكال بهذا المعنىـ اما الان فلدينا اشكال في انتخاب غير جعجع، لاننا نختلف معه بالسياسة، وهذا كلام سنحدث فيه لاحقا. لكن الاكيد ليس تمسكا باي مركز معين".

  ورأى أن "فترة تاليه السياسيين، يجب ان تنتهي باسرع وقت، ومفهوم الزعامة والعظمة يجب ان ينتهي باسرع وقت، ذلك اننا في العام 2015، ولسنا في العام 1800. واي شاب موجود في هذه الصالة مطلع اكثر بكثير من السياسيين، وقادر ان يحلل ويبدع ويعطي رايه، ولاجل ذلك نعم المشروع هو لبناني وليس شخصيا. هو مشروع لبناني لانه ليس مشروعا طائفيا، وانا مسرور جدا، ان يكون هناك اجتماعا كتائبيا في حلبا، ونبحث ككتائبيين وكتيار المستقبل، وفي هذا الحضور الغني المتنوع مشاريع وطروحات فكرية وسياسية ووطنية، وهذه كلها ثمار ونتائج لثورة 14 اذار وتفاعلاتها الحية، حيث هناك تفاعل كبير بيننا وبين مختلف القوى السياسية، ومع الجماعة الاسلامية ثمة نقاش متواصل نكتشفهم ويكتشفونا. وهذا امر ما كان ليحصل قبل 14 اذار، وفي كل مرة نفتح هكذا حوارات نكتشف اننا نشبه بعضنا اكثر بكثير، مما نحن نفكر".

  وأكد أنه "لم يعد مقبولا ان يكون حزب الكتائب، مجرد حزب مسيحي يطرح امورا وطنية، لانه من غير الممكن ان تجلس وتفكر بنفسك، وتجترح حلولا لنفسك ولغيرك، ولكي تصل الى حل وطني عليك ان تفتح نقاشا وطنيا، من هنا نحن فخورون جدا ان هناك اقبالا كبيرا، هذا احد اهدافنا، لانتساب اشخاص من طوائف اخرى الى حزب الكتائب، وهذا امر ممتاز وبات من غير المقبول ان يبقى كل واحد منا في مربعاته الطائفية، وعلينا ان نفكر معا، وان لا يفرض كل واحد منا افكاره على غيره".