ثلاثة نواب جمهوريون من الكنغرس الأميركي دخلوا مكتب رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن لطلب تأشيرات دخول إيران، بغية زيارة إيران ورؤية المسار الديمقراطي فيها وخاصة الانتخابات النيابية المقبلة، طالبين بتعجيل وزارة الخارجية الإيرانية في إصدار التأشيرات نظراً لقرب موعد إجراء الانتخابات، مضيفاً بأنهم يقصدون خمسة أهداف من زيارتهم لإيران: 

  أولاً: زيارة المرشد الأعلى والمسؤولين الكبار ووزير الخارجية والمسؤولين النووين

  ثانياً: وموقع بارتشين ومفاعل إراك وفوردو

  ثالثاً: تلقي توضيحات بشأن اختبارات صاروخية باليستية قامت بها إيران مؤخراً  

رابعاً: زيارة المعتقلين الأميركيين في السجون الإيرانية

  خامساً: تلقي توضيحات من قبل الحرس الثوري بشأن اعتقال البحارة الأميركية في الشهر الماضي   وفق موقع هيل الإخباري التابع للكنغرس هؤلاء النواب وهم مايك بومبئو (نائب ولاية كانزاس) ولي زلدين ( نيويورك) وفرانك لوبيودنو(نيو جرسي)، بعثوا رسالتين منفصلتين إلى كل من المرشد الأعلى آية الله خامنئي وقائد الحرس الثوري الجنرال جعفري مطالبين بمساعدتهم في تنفيذ زيارتهم لإيران.

  يبدو أن النواب الأميركيين الثلاثة وكلهم كانوا من المعارضين للاتفاق النووي، يعرفون بأن تنفيذ هذه الزيارة مستحيل دون إذن المرشد الأعلى وموافقة الحرس الثوري والموافقة على منح التأشيرات لهم خارجة عن طاقة وزارة الخارجية، ولهذا وجّهوا رسالة مباشرة للمرشد الأعلى وقائد الحرس الثوري، معترفين بدورهم حتى في مجال منح التأشيرات.  

وفي شأن متصل كان لافتا مناظرة المرشحين الأبرزين الأميركيين للرئاسة وهما هيلاري كلينتون، وبرني سندرز فيما يتعلق بالعلاقات السياسية مع إيران، وبينما كان المرشح الجمهوري سندرز يؤكد على ضرورة تطبيع العلاقات مع إيران، أكدت المرشحة الديمقراطي هيلاري كلينتون على أن تطبيع العلاقات مع إيران خطأ، ويجب الاحتفاظ بورقات الضغط عليها، كونها تدعم الإرهاب وفق رأيها، ولكن سندرز لم ينسحب وقال بضرورة الاتجاه نحو تطبيع العلاقات مع إيران كما أدت العداء بين الولايات المتحدة وكوبا إلى تطبيع العلاقات.

  وهكذا يبدو أن الجمهوريين الذين عارضوا الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران وقد راهنوا على استمرار العقوبات بغية تغيير النظام الإيراني، يئسوا الآن من الاستمرار في عداءهم تجاه إيران وبعد انهيار العقوبات وخاصة فتح العلقات الإيرانية الأوربية يتجهون نحو الاستفادة من ورقة إيران، وليس من ورقة العقوبات! وبينما الديمقراطيون ومنهم مرشحتهم الرئاسية هيلاري يريدون استغلال الاتفاق النووي في الانتخابات الرئاسية المقبلة عبر اعتبارها إنجازاً لهم لا يريد الجمهوريون ان يبقوا متأخرين منهم، ولهذا نراهم يطرحون موضوع تطبيع العلاقات مع إيران، وإذا كان من حق باراك أوباما أن يُنهي العداء مع كوبا أليس من حق الرئيس الجمهوري المقبل المحتمل أن يتجه نحو تطبيع العلاقات مع إيران؟!   إن موقع إيران الجغراسي ودورها الإقليمي وطاقاتها عصية على التجاهل وهذا ما يتفق عليه الديمقراطيون والجمهوريون في الولايات المتحدة، وأما تهديدات المرشح ترامب ضد إيران، كما ضد المهاجرين، ليست أكثر من مسرحيات كوميدية لتسلية الناس!