لا نريد استحضار التاريخ لتوكيد المؤكد من فعل شارك فيه كبار الصحابة قبل صغار المسلمين كما أن عالم الروايات حاضر وبقوّة ليكشف عن جوع جنسي للعرب لا مثيل له عند الشعوب الأخرى . لذا يكفي الحاضر للدلالة على طبيعة أمّة ناشطة جنسياً ونائمة كلياً في جميع انشطة الحياة .

تبدو صورة الخليج العربي أقرب الأمثلة على تفرغ أهله للنكاح من خلال كثرة الزيجات و من خلال قصد الكثيرين من الميسورين منهم الى البلاد التي تنتشر فيها ظواهر المتع في المغرب العربي وشرق آسيا وروسيا ودول أخرى في أوروبا الشرقية وتكفي حالات الزوجات والتي لا حصر لها في قصور الملوك والأمراء ومن هم تحتهم وأدنى منهم رتبة .

كما أن أقصى طموحات فقراء العرب والمسلمين هو الحصول على مال مقبول للدخول في قانون تعدد الزوجات والجدير ذكره أن من يحالفه الحظ هروباً بطرق قانونية أو غير قانونية الى أيّ دولة غربية أوّل ما يسعى اليه المسلم هو النكاح وزيارة أمكنة العراة والدعارة .

في عدد خاص لمجلة العربي عن بانكوك يصف كاتب التحقيق أن العرب لا يعرفون من هذا البلد الجميل الاّ مراكز اللهو وعلى أنواعه المفتوحة على شذوذ غريب وعجيب وأن الزائرين المسلمين من عرب وغير العرب لسريلانكا ينامون النهار ويحيون الليل ولا يرون جمال هذا البلد فهو بالنسبة لهم مجرد عُلُبُ ليل لا أكثر .

حتى الأحزاب الاسلامية والعربية امتهنت النكاح أكثر من النضال فقيادات العمل الحزبي محاطة بفضائح كثيرة ولا يمكن استثناء الا قلّة من الرموز وتبرُز الآن صورة الاسلامي الملتحي وعلى الطريقة السلفية من خلال النكاح الجهادي أو تعدد زوجات القيادات الاسلامية من رجال دين الى مدنيين جمعوا بين أربعة نساء وأكثر ان من خلال المتعة أو من خلال تراخيص شرعية أخرى .

في الحالة الأفغانية أيام الجهاد ضدّ نظام نجيب الله والمحتل السوفياتي بالغ المجاهدون في نكاحهم لا من خلال تعدد الزيجات ودون السنّ القانوني للفتيات وانما من خلال الدعوة الى تزويج الصغار والتشجيع عليه من قبل قبائل القتال وعلى نفس الصيغة مشت حركة طالبان وأتت الداعشية وبنُسخة مضخمة أكثر بتسهيل الحصول على الرغبة المضاعفة بتحويل المرأة الى سلعة متاحة في الأسواق كما كانت قديماً أيام أجدادهم في قريش من خلال بيع ما يمتلكون من إماء .

الحديث عن أمّة لا تعرف الاّ النكاح يطول من أوّل التاريخ وحتى اللحظة ويبدو أنه سيستمر باستمرار المسلمين بخياراتهم الملتحية اذ أن دعاة الدين يرون في النكاح المفتوح مصدراً للنصر وآخر للرزق ومجالاً للنعمة التي لا تنتهي ومفتاحاً للجنة وباباً كبيراً للدنيا وفيه فوزاً برضا لله وأسوة بالأنبياء والأوصياء والصالحين وبالتابعين لهم بإحسان الى قيام يوم الدين .