قبيل الانتخابات النيابية في إيران المزمع عقده في 26 من الشهر الجاري، وجّه الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني انتقادات حادة لمجلس صيانة الدستور على رفضه أهلية حفيد الإمام الخميني السيد حسن الذي يعتبره رفسنجاني بأنه أشبه الناس بجده، متسائلاً: "من قرر أنكم مؤهلون للحكم على الآخرين؟ من أعطاكم حق أخذ كل الأسلحة وكل منابر الصلاة يوم الجمعة وإدارة التلفزيون الرسمي؟".

  وهكذا يوجّه رفسنجاني انتقاده على المحافظين الذين يسيطرون على الحرس الثوري والإعلام الرسمي ومجلس صيانة الدستور، ويحذّرهم بسخط الشعب الذي عبّر عنه بشرارة غضب المواطنين وليس شرّهم كما تم ترجمته من قبل بعض وسائل الإعلام.

  كانت تلك التصريحات بمثابة حجر ألقاه الرئيس رفسنجاني في الماء الراكد للسياسة الإيرانية، أثار ردود متباينة فهناك محافظون متشددون اعتبروا أن رفسنجاني بسبب توجيهه الانتقاد لمجلس صيانة الدستور أصبح مفسداً يجب محاكمته من قبل القضاء، ويستند النائب حميد رسائي الذي مُنع من الترشيح بسبب فساده المالي، في توصيفه رفسنجاني بالمفسد إلى كلمة للإمام الخميني يقول فيها بأن "من يعترض على مجلس صيانة الدستور فهو مفسد".

هذا وإن الإمام الخميني كان هو أحد المعترضين على بعض قرارات مجلس صيانة الدستور بإقصاء مترشحين، فإنه وجّه انتقادات عنيفة لهذا المجلس وحذّرهم من القرارات الاستنسابية.

  فضلاً عن أن قانون الانتخابات أعطى الحق لكل من رُفض طلب ترشيحه بأن يعترض ويطالب بإعادة النظر، وفضلاً عن أن ولي الفقيه ليس مصاناً من الانتقاد والاعتراض دستورياً، فكيف يكون مجلس صيانة الدستور مصاناً من أي نقد؟!   وصلت موجة الانتقادات على رفسنجاني حتى إلى الإصلاحيين أنفسهم فبعضهم مثل محمد علي أبطحي وعباس عبدي ألقوا باللائمة على رفسنجاني بسبب تلك الانتقادات التي أزعجت مجلس صيانة الدستور مما سيؤثر سلبا على مسار المفاوضات والمساومات مع مجلس صيانة الدستور لقبول أهلية الإصلاحيين للانتخابات.  

مرة أخرى يجد رفسنجاني نفسه في قلب العاصفة ولكنه يعرف كيف ومتى يسجّل أهدافه، ويعرف تداعيات تصريحاته.   اتخذ رفسنجاني من رفض أهلية السيد حسن الخميني ذريعة لشنّ هجوم هو الأعنف على مجلس صيانة الدستور، الذي رفض ترشيح رفسنجاني في الانتخابات الرئاسية الماضية.  

إن رفسنجاني قال لمجلس صيانة الدستور " إنكم قدمتم هدية بشعة لعائلة الإمام الخميني في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية برفض أهلية حفيده الإمام"!   وهكذا أفسح رفسنجاني مساحة للإصلاحيين وللشعب قبيل الانتخابات ليتحركوا خلفه وحقاً إنه رائد الشعب وعند ما يتحرك، يُحرّك الساحة السياسية.