استغرق زيارة الرئيس الإيراني لروما وباريس، خمسة أيام، أظهر روحاني خلالها اتجاهه في فتح العلاقات الاقتصادية والتجارية في مرحلة ما بعد رفع العقوبات عن إيران، وبما أن زيارته لكل من البلدين كانت ناجحة ووفرت مكسباً لحكومة روحاني، سارع المحافظون المتشددون إلى إحباط هذا المكسب.  

ويوم الماضي اتجه علي أكبر ولايتي  مستشار المرشد الأعلى، إلى موسكو، وتستغرق زيارته أربعة أيام، هي الأولى من نوعها بعد تطبيق الاتفاق النووي،  يزور خلالها عددا من المسؤولين الروس، تطمينا لهم على الشراكة وحرص إيران في توطيد العلاقات مع جارتها الشمالية.   لم ينس الإيرانيون بأن روسيا لم تكن جارة صديقة في عهد العقوبات خلافاً لتركيا والصين، تعتبرهما إيران أصدقاء أيام الشدة، وصرح روحاني قبيل زيارة الرئيس الصيني لطهران، بأننا لن ننس أصدقائنا في عهد الصعوبات والشدائد.

  ولكن هناك أكثر من موضوع يشغل بال الإيرانيين أهم بكثير من التوقف في الماضي. الأول هو الموضوع السوري الذي تتورط فيه الانتان على حد سواء، وتأتي الزيارة متزامناً مع مفاوضات جنيف السوري، وبما أن ولايتي لديه خبرة سياسية هائلة ومنها قضية إنهاء الخلافات مع العراق بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، يبدو أن زيارته لروسيا تتركز على حلحلة القضية السورية في الدرجة الأولى.

  ثانياً: إن النظرة إلى الشرق، الذي عنونها الوزير السابق علي أكبر ولايتي ستوفر لإيران الحفاظ على موقفها الأيديولوجي تجاه الغرب، كما إنها تساهم في تطمين الدب الروسي بأن إيران لا زالت تريد الشراكة معها ولم تتخل عنها بالرغم من أن حجم التبادل التجاري بين الطرفين في اسنوات الأخيرة كان ضئيلاً جداً.  

ثالثاً: إن إيران لديها فرص كثيرة وكبيرة خلال العلاقات الاقتصادية مع روسيا خاصة في ظل استمرا المقاطعة الاقتصادية بين روسيا وبين أوربا وتركيا، فإن قطع العلاقات الاقتصادية بين روسيا وأوربا بفعل الأزمة الأوكرانية وقطع علاقاتها مع تركيا بعد إسقاط مقاتلتين روسيتين في الحدود السورية التركية، جعلت روسيا تتخذ سياسة النظرة لجارتها الجنوبية إيران، وإيران لديها الكثير من المنتوجات الصناعية التي كانت تستوردها روسيا من تركيا، والآن لدى الإيرانيين فرصة لملأ هذا الفراغ، كما لتزويد روسيا بالمنتوجات الزراعية التي قررت روسيا تجميد استيرادها من أوربا منذ الأزمة الأوكرانية.

  هذا والعلاقات الاقتصادية بين إيران وأوربا في الأغلب الأعم تقتصر على البيع الأوربي والشراء الإيراني، حيث إن إيران ليس لديها إلا النفظ والسجاد والتمر للتصدير إلى أوربا.  

هل يتمكن ولايتي من أداء دور لإنهاء الأزمة السورية خلال زيارته لروسيا؟ تاريخه تاريخ مبشر في الدبلوماسية، ومن الموكد أن رأيه مسموع في إيران فيما يتعلق بسوريا.