في السابع عشر من تموز الفائت أُعلن عن اختفاء 5 مواطنين تشيكيين ومرافقهم اللبناني صائب فياض، شقيق المعتقل في براغ علي طعان فياض.

 

والمستغرب في الامر أن الحكومة اللبنانية وأجهزتها الامنية عتّمت على القضية من دون إيضاح الاسباب، على الرغم من طلب براغ اقتفاء مصير مواطنيها الخمسة وإعادتهم الى بلادهم، علماً أنهم كانوا في زيارتهم الثانية للبنان ومعهم صحافيون رغبوا في إجراء تحقيقات صحافية عن منطقة البقاع. ولدى عودتهم، اعترضهم مجهولون في البقاع الغربي، واصطحبوهم الى مكان لا يزال في المبدأ مجهولاً، تاركين جوازات سفرهم وبعض الاغراض الخاصة في سيارة فياض التي صادرتها القوى الامنية.

 

وفي المعلومات أن اختفاء التشيكيين على صلة وثيقة باعتقال علي فياض ابن بلدة انصار الجنوبية، وحامل الجنسية الاوكرانية والموظف لدى شركة حكومية اوكرانية تبيع السلاح الى الخارج، وان وظيفته كانت ايجاد الزبائن بالتنسيق مع كييف وبتوجيهات منها، ولكن الاخير أوقفته السلطات التشيكية في نيسان 2014 بطلب من الاستخبارات الاميركية، وبعد التحقيقات معه بحسب مقربين منه، لا تستطيع براغ إبقاءه موقوفاً، لانه لم يرتكب أي جرم على اراضيها، والاخيرة رفضت تكرارا ومرارا طلبات اميركية بتسليمه الى واشنطن بتهمة الانتماء الى "حزب الله".

 

ولكن أين هم التشيكيون الخمسة ومرافقهم اللبناني؟

 

أغلب الظن أن هؤلاء ليسوا مخطوفين، وانما هم "ضيوف" لدى أصدقاء فياض على شاكلة "ضيوف اعزاز لدى ابو ابرهيم"، وأنهم يتلقون معاملة حسنة أكدها السفير التشيكي في لبنان بعد زياراته المتكررة للجنوب، ولقاءات بعيدة من الاعلام، وتضيف معلومات خاصة بـ"النهار" أن طلب "المستضيفين" هو المبادلة، وان هؤلاء طلبوا من رئيس جهاز أمني تدخله لإنهاء القضية، فأجابهم: "أعطونا التشيكيين الخمسة وخلال 24 ساعة يعود علي الى لبنان".

 

الى هنا انتهى اللقاء الاخير مع رئيس الجهاز الامني، ولم تصدر أي مواقف عن التشيكيين ومصيرهم، باستثناء مناشدة أهالي فياض الخاطفين طمأنتهم الى مصير التشيكيين الخمسة، ولكن هل تلقوا الاجابة؟

 

يبدو أن الخاطفين سمعوا المناشدة وربما ارسلوا الطمأنة الى انصار.