لم يحمل الخطاب الجديد للأمين العام لحزب الله أي جديد على صعيد الملف الرئاسي، وخرج نصر الله يوم أمس على اللبنانيين بتأكيد تأكيداته السابقة بالوعد الصادق وكما أسماه الوعد السياسي والأخلاقي للعماد ميشال عون .

نصر الله تحدث عن موقف الحزب بالإلتزام بترشيح العماد ميشال عون وفي الوقت نفسه قدم نصر الله رئيس تيار المردة سليمان فرنجية حليفا استراتيجيا للحزب والمقاومة وأغدق عليه الصفات اللازمة من الإخلاص والوفاء فيما يشبه طلب الرضى على موقف الحزب بعدم تبني ترشيحه حسب مبادرة الرئيس الحريري .

نصر الله لم يأت بجديد كرر مواقفه السابقة ودافع عن موقف الحزب باعتماد ترشيح  العماد عون، لكنه لم يشر إلى جهوزية الحزب بالحضور للمجلس النيابي والانتخاب حسب القانون والدستور بعيدا عن التعطيل والتسويف والصفقات . نصر الله شدد في خطابه على أن وجود مرشحين اثنين من 8 اذار هو انتصار آخر، في كلمة تعبوية موجهة الى جمهوره بالدرجة الأولى، حيث اعتبر أن لا مرشح لـ 14 اذار ما يعني أن هناك هزيمة مني بها هذا الفريق .

مع العلم أن الهزيمة هي بالهروب من الواقع ومن الإنتخاب وبتعطيل مجلس النواب وبتعطيل جلسات انتخاب الرئيس بعد مرور ما يقارب السنتين على الفراغ الرئاسي .

لم يأت نصر الله بجديد وبقي خطابه تكرارا للمواقف السابقة وعلى ما يبدو فإن نصر الله ليس مستعجلا لإنهاء الملف الرئاسي، حيث لم يعلن مشاركة الحزب في جلسة الإنتخاب القادمة، وترك الأمور رهن التسويات وهي محاولة جديدة للتسويف والتعطيل التي دأب عليها الحزب منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان .

إن الموقف الجريء لنصر الله وغيره من فريق 8 اذار هو بالحضور الى مجلس النواب والمشاركة في الإنتخاب أيا تكن النتائج وبذلك يكون الحرص على الحياة السياسية والوطنية في البلاد، إلا أن السائد ما هو إلا مزيد من المماطلة والتعطيل بانتظار نتائج التسويات المرتقبة في المنطقة  . وهكذ ستبقى شماعة الوعد الصادق عنوان المرحلة وعنوان التسويف والتعطيل .