فجّر نادي الأنصار قنبلة من العيار الثقيل، حين استغنى عن مساعد المدرّب سليم حمزة مع اقتراب نهاية مرحلة الذهاب. حمزة، الذي لعب في صفوف النادي لسنوات طويلة، جاء قرار استبعاده من الجهاز الفنّي بحجّة المستوى المتدنّي الذي قدّمه الأخير في مرحلة الذهاب. وفي هذا الصدد، أوضح حمزة لـ«الجمهورية» ملابسات هذه المسألة، شارحاً أسباب تدهور الفريق الذي كان من المفترض أن يكون المنافس الأوّل على اللقب هذه السنة.

هذه ليست المرّة الأولى التي يُستبعد فيها حمزة من الجهاز الفنّي، فمن الواضح أنّ طبخة سرّية تُحضَّر على نار خفيفة، إذ إنّ النادي لم يرتقِ إلى المستوى المطلوب منه في آخر ثلاث مباريات بعد استبعاد مساعد المدرّب ولاعب الفريق سابقاً، حيث مُنيَ بفوز، وخسارة وتعادل واحد.

وهنا يُحمِّل حمزة قرار إقالته للإدارة شارحاً التفاصيل: «عندما لا يحقّق فريق ما المستوى المطلوب منه، يُستبعد منه أوّلاً المدير الفنّي أو الجهاز الفنّي بكامله، لا مساعد المدرّب. بمعنى آخر، هنا تُبرهن عملية إقالتي أنني مَن كان يشغل منصب المدير الفنّي على الأرض، ولكن فعلياً جمال طه هو مَن كان صاحب القرار».

من ناحية أخرى، إنّ المباريات التي تلت إقالة حمزة لم تُحدِث فرقاً يُعوَّل عليه، هنا يُردف حمزة: «كان من المفترض على الأنصار أن يخرج من كلّ تلك المباريات بالفوز، خصوصاً أنّ الخصم لم يكن ثقيلاً عليه مثل أندية الحكمة والاجتماعي والراسينغ، حيث يحتلّ الأوّل الترتيب الأخير».
اللاعبون هدفهم مادي

فريق مثل الأنصار كان المرشح الأبرز للفوز بالبطولة هذه السنة، لكنّ نتائجه شكّلت صدمة في الوسط الكروي، وهنا يُلقي حمزة اللوم على اللاعبين بسبب عدم انضباطهم، مُضيفاً: «اللاعبون لا يقاتلون من أجل قميص النادي ولا ولاء لديهم، كلّ واحد منهم همّه الأوّل والأخير المردود المادي. لو يجتمع النادي بتشكيلته حول هدف واحد لكانت المعادلة مغايرة عمّا هي عليه».

وردّاً على دور النادي في مثل هذه الحالة، يُجيب حمزة: «المعسكر الذي نظّمناه في قبرص أسفر عن نتائج جيّدة جداً، وعند عودتنا إلى لبنان عاد كلّ لاعب إلى حياته، بمعنى أنّ قلة الانضباط لدى اللاعبين هي من أوصلت الحال إلى ما هي عليه».

ويُضيف: «إليك نادي العهد الذي يقدّم مستوى ممتازاً، هل تساءل أحدٌ كيف يحقّق النادي كلَّ هذه الإنجازات؟ الجواب بسيط، فهو يُدرج لاعبيه من فئة البراعم إلى الشباب، وصولاً إلى الدرجة الأولى. بطبيعة الحال، الولاء يكون موجوداً وهذا الموضوع لا نراه في نادي الأنصار حيث كلّ لاعبيه مرتزقة».

وعمّا إذا كان هناك خلاف بينه وبين المدرّب جمال طه، يقول حمزة: «لا يوجد أيّ خلاف، فنحن أصدقاء، لكن أستغرب عدم اعتراضه على موضوع إقالتي، فهو له الحقّ في أن يتدخّل في أيّ قرار... لكنّه لم يُحرِّك ساكناً».

أما عن رئيس النادي نبيل بدر فيقول: «هو يعمل لمصلحة النادي بمفرده، لا أحد يسانده، ولكن أيضاً مسألة استبعادي كان على علم بها ولم يُحرِّك ساكناً على الرغم من صداقتنا».

ويُلقي حمزة الكثير من العتب على النادي الذي وبحسب قوله أعطاه الكثير ولم يأخذ منه ربع ما أعطاه، ويؤكّد في هذا الصدد: «لديّ مستحقّات مالية من النادي لم أحصل عليها بعد».

علماً أنّ هذه الإقالة ليست الأولى، فسنة 2009 أُقيل حمزة لمصلحة المدرب السابق محمد كاريكا، واليوم التاريخ يُعيد نفسه، إذ إنّ الإدارة استبدلته بمالك حسّون، وهنا لدى حمزة رأيٌ خاص بمسيرة حسون: «كيف لنادٍ أن يأتي بمساعد مدرّب يملك نقطة واحدة في خمس مباريات وناديه استغنى عنه؟ إلّا أنه لا يُخفى على أحد أنه عندما استلمَ مالك حسون مع جمال طه منذ سنتين، كان ترتيب الفريق سابعاً وثامناً، أما السنة الماضية فوصلتُ مع النادي إلى المرتبة الثانية».

وتمنّى حمزة من الجمهور أن يُواكب النادي بشكل حضاري في السرّاء والضرّاء، آملاً أن يُحقّق الفريق المطلوب في مرحلة الإياب.