تشتغل الاوساط السياسية هذه الايام بأخذ قياساتها من اجل تفصيل " قانون انتخاب " يتناسب مع احجامهم , وتتهيأ منذ الان المناطق والشخصيات وحتى الطوائف لخوض " غمار" الانتخابات ولوبعد تحولها الى مجرد انتخابات صورية على مساحة كل الوطن , باستثناء المناطق الشيعية ,حيث انعدام اي امكانية تنافسية ولو بحدها الادنى, فجل ما نستطيعه نحن "المواطنون" الميتّمون سياسيا بسبب اعتراضنا على خيارات الثنائي الشيعي هو محاولة لعب دور المتفرج ليس الا , فهذه الحالة من الركود التي وصلت اليها طائفتنا ومناطقنا لم يكن نتاج اللحظة بل بسبب تراكم سنوات عجاف عُمل عليها بالكثير من الوسائل والطرق , وطبعا فانا هنا لا انفي ولا ادعي ان هذا الثنائي لا يمتلك امتدادا جماهيريا واسعا داخل الطائفة ولكن لا يمكن اعتبار التوجهات العامة لابناء المناطق الشيعية الا بانها توجهات الامر الواقع وليس نتاج تعدد وانتقاء( تماما كتأييد الزعيم الاوحد في الانظمة العربية ) وذلك بعدم السماح لاي طرف اخر فاعل بان ينشط او يعمل على اظهار وجهة نظراو رؤية اخرى وهذا يبدو جليا بمجرد الاشارة الى الكثير من المعطيات التي تجعل من امكانية التنافس الحقيقي امر اقرب الى المستحيل ,, فهذا الثنائي الذي يمتلك اكثر من 35 وسيلة اعلامية اضف الى امكانيات مالية هائلة توضع في خدمة "اللعبة الانتخابية" وبدون اي رقيب او حسيب (مال انتخابي)  فضلا عن استئثارها لمنابر المساجد والحسينيات اضف الى وضع اليد على الجمعيات الاهلية والبلديات التي تتحول بكل امكانياتها الى مجرد عناصر في ماكنتها الانتخابية زد على ذلك مسك الناس من رقابها من خلال المسك بلقمة عيشها ان برخص زراعة التبغ او بوظائفها خاصة اولئك المتعاقدين في مجال التعليم او غيرها , وهذا كله في دفة , وابعاد او اقصاء اي صوت آخر مختلف عن الساحة في الدفة الاخرى ابتداء من العلامة السيد علي الامين المبعد قصرا عن الجنوب , او الشيخ صبحي الطفيلي المكبّل قضائيا , و شخصيات " شيعة فلتمان" بما يعنيه مجرد هذا التوصيف من تهديد دائم , وصولا الى "العبرة " المطلوبة من سجن الشيخ مشيمش ظلما فضلا عن آثار النيران المتأتية بسبب احراق سيارات احمد الاسعد والتي لم تمحى بعد , كل هذا وغيره يجعل من الطائفة الشيعية وبكل اسف لا تمتلك الا خيار اوحد تنتخبه ...  وبذلك تنجو بنفسها عن اي اجواء انتخابية حقيقية وتستحق بجدارة لقب ,, الطائفة الناجية !!!!