بعد طول انتظار، وافقت إيران على إطلاق سراح عدد من الأميركيين ممن كانوا محتجزين داخل سجونها الرهيبة، هم مراسل "واشنطن بوست"، جاسون رضايان، والقس سعيد عباداني، وضابط المارينز الأميركية سابقاً، أمير حكمتي، ورجلان آخرآن لم يكشف عن أسباب اعتقالهما، بحسب ما أفادت صحيفة "ناشيونال إنترست".

وستكون أول محطة توقف للمعتقلين المفرج عنهم في مشفى عسكري أميركي في ألمانيا، حيث ستجرى لهم، كالعادة، الفحوصات الطبية الضرورية، نظراً لأن من يتم احتجازهم داخل معتقلات إيرانية يحرمون غالباً من الغذاء المناسب والرعاية الطبية.

لا اعتذار وتشهير

وتقول الصحيفة إن السجناء الخمسة حوكموا سرّياً بشأن تهم ملفقة، وتم التشهير بهم عبر وسائل إعلام إيرانية متشددة، ومنعوا من التواصل مع القنصلة الأميركية، أو من تمثيل قضائي مناسب، ولذا فهم يستحقون أن تتقدم إيران باعتذار لهم، ولكن عالم الشؤون العالمية قاس، ولسوء حظ هؤلاء، كانوا بيادق في صراع أكبر.

وفي مقابل إطلاق سراح أولئك السجناء، وافقت الولايات المتحدة على وقف الإجراءات القضائية ضد عدد من الإيرانيين المدانين بخرق العقوبات. ويبدو أن عدداً من هؤلاء شاركوا في مساعدة إيران في الحصول على إلكترونيات حساسة، وتقنيات ومواد احتاجت إليها برامج إيران النووية والدفاعية.

تهريب أسلحة

وتشير الصحيفة إلى اتهام الولايات المتحدة لبعض هؤلاء السجناء الإيرانيين بتهريب أسلحة أميركية لإيران. ومن شأن تلك الأعمال أن تضر بالأمن القومي الأميركي، ولذا كان الحكم عليهم بالسجن مشروعاً.

ولكن حتى في الولايات المتحدة يسود غموض حيال قانون العقوبات، وهناك خطوط حمراء متحولة، بحيث تفرض عقوبات شديدة على من يتجاوز تلك الخطوط في اللحظات الصعبة.

مذنبون

ورغم ذلك، كان هناك مجرمون فعليون بين السجناء الإيرانيين، ولم يقدم الجانب الأمني الإيراني أدلة تثبت قيام السجناء الأميركيين بجرائم موازية، حتى أن المرشح الرئاسي ماركو روبيو تساءل عن مزايا مبادلة إيرانيين مذنبين بأميركيين أبرياء.

وقال روبيو: "إن عملية التبادل هذه تخبرنا عن كل ما نحتاج لمعرفته عن النظام الإيراني، وهو أنه يأخذ الناس رهائن من أجل حصد تنازلات. وإن حقيقة نجاحهم في تحقيق هدفهم مع هذه الإدارة، لهو برأيي حافز لحكومات أخرى حول العالم لتتبع نفس الأسلوب".

تساؤلات

وفي هذا السياق، تمضي "ناشونال إنترست" للتساؤل عن سبب عدم إطلاق سراح سياماك نامازي، وهو رجل أعمال أميركي من أصل إيراني اعتقله الحرس الثوري الإيراني قبل بضعة أشهر.

وتقول الصحيفة: من سيطلب الإيرانيون إطلاق سراحهم مقابل نامازي؟ ومن سيسلط الضوء على قضيته؟ فقد ناصر جاسون راضايان زملاؤه الصحفيون، كما وقفت الكنيسة إلى جانب سعيد عبداني، وساندت قوات المارينز أمير حكمتي. ومع اعتبار أن معظم التبادلات التجارية بين الولايات المتحدة وإيران ما زالت غير قانونية، وحتى بعد رفع العقوبات، فمن الصعب تخيل أن غرفة التجارة أو غيرها من مجموعات رجال الأعمال ستطرق أبواب الكونغرس لصالحه. ونفس الشيء ينطبق على زملاء راضايان من الإعلاميين. فإن إيران تحتجز حالياً عدداً من الصحافيين داخل سجونها، وهم، لسوء حظهم، لا يملكون جنسيات مزدوجة. فمن سيدافع عنهم؟

(24)