بين الذهاب والإياب تبدو التحضيرات خجولة، فكل المدربين باتوا يعرفون امكانيات فرقهم والتشكيلات وما الى ذلك من قضايا فنية اخرى، وهم على يقين بأن الانتقالات بين المرحلتين لا تحتاج الى الذكاء والنباهة بقدر الحاجة الى التبديل في بعض الاجانب او الابقاء على بعضهم الاخر، ويتعلق هذا الامر بالاندية التي تحتل مراكز الطليعة ويحدوها الامل في الفوز باللقب كما ان بعضها ما زال ينافس ولو بدرجات.
مسائل كثيرة بدأت بسحب البساط من تحت اندية تاريخية لها باعها ووجودها منها «العهد» و «الانصار» و «النجمة»، اما بسبب الخلل الجماهيري الذي تسبب لها بالاذى المعنوي والمادي او للمعاناة التي يعيشها البعض على الصعيدين المادي والاداري، مع الإشارة إلى أن «الصفاء» المتصدر نجح نجاحاً كبيراً بتخطي مشاكله المالية المستعصية، نتيجة الجهود الكبيرة التي تبذلها الإدارة مع اللاعبين الذين تجاوبوا بحماسة لافتة مع الأوضاع الراهنة وحققوا أبرز النتائج في الذهاب ما وضع الفريق على قمة الترتيب، وكان الوحيد من بين الفرق الـ 12 الذي لم يتلق أي خسارة، بفارق أربع نقاط عن اقرب منافسيه «العهد».

«العهد»
لقد بقي الاستقرار الاداري والمالي في «العهد» سمة مميزة عند القيمين عليه، فالادارة برئاسة تميم سليمان تعمل بموجب توجيهات خاصة، يحافظ فيها الاعضاء على مسألة التعامل بينهم ضمن الحيثية والالتزام والشروط التي تملي على الجميع بمن فيهم جماهير النادي التي تكاثرت في الاونة الاخيرة، تملي عليهم التحلي دائما بالروح الرياضية والمحافظة على مبادئ المؤسسة القائمة على الاخلاق وعدد من المقومات التي تصب في اطار اللعبة والمصلحة العامة، والجميع يتذكر كيف ان «العهد» كشف قضية التلاعب والمراهنات واعلنها بصراحة لان تعاليمه تقوم على هذه المبادئ.
واذا كانت الامور الادارية في افضل حالاتها فان الفريق يعاني بعض الشيء على الصعيد الفني، فحتى اللحظة ما زال يبحث عن لاعب «سوبر» ارفع بكثير من اللاعب اللبناني، وهو ما ينتظره بحيث يعمل رئيسه بتكتم شديد على هذا الموضوع حتى تصل الامور الى خواتيمها، وقد قطع شوطا كبيرا في هذا الاتجاه.
والمعروف ان «العهد» يعاني من تقلب مستوى السوري عبد الرزاق الحسين الذي لم يثبت حتى الان انه افضل من اللاعب المحلي، كما ان ممادو ما زال يفتقر الى السرعة والبديهة المطلوبة في التسجيل علما انه هداف الفريق حتى اللحظة.
ويتطلع الجهاز الفني الى تدعيم الفريق استعدادا لـ «كأس الاتحاد الاسيوي» وقد ينجح في اقناع لاعب المنتخب يوسف محمد «دودو» بالتوقيع على كشوفه، بعد الاهتمام الكبير الذي يبديه خصوصا ان خط الدفاع يعاني من مشكلة.

«النجمة»
يعيش «النجمة»معاناة العودة الى المنافسة وطرق ابواب القمة كما كان يفعل من قبل، اذ ان مكانه الطبيعي كان دائما في الصدارة اما اليوم فانه يقبع في المركز الخامس بـ20 نقطة، قد تعرضه للحرمان من اللقب اذا لم يعيد النظر في عدد من الامور الادارية والفنية والجماهيرية.
فعلى صعيد الجمهور الذي يعتبر اساس اللعبة ومحركها، فان الانفلات الذي حصل بسبب تواجد قلة من المخلّين في المدرجات اساء للنادي وابعده عن المراكز الاولى، حتى انه اضر بعلاقاته مع كثير من اندية الاولى وصعّب الامور باتجاه البحث عن الحلول التي من شانها ان ترفع من وضعه الفني وتبعد جماهيره عن العصبية وما اليها.
وحتى اللحظة، فان التخبط الاداري الذي يعيشه النادي سيصعب من امكانية العودة الى المنافسة على اللقب خصوصا انه كان يفوز في الربع الاخير من مبارياته اذا لم يكن في الدقائق الاخيرة ونتيجته امام «الغازية» خير شاهد على ذلك وتعادله مع «العهد» بهدف اثبتت الوقائع عدم صحته، طرح الكثير من التساؤل وعلامات الاستفهام ما يؤكد ان وضعه الفني ليس سليما وأن المشكلات الادارية لها تاثيرها الواضح على مسيرته.
والمعروف ان معظم اعضاء اللجنة الادارية لا يتواجدون في النادي ويتغيبون عن الجلسات، ولا يطلعون على المقررات وما يفعله امين السر سعد الدين عيتاني الذي يحصر المسألة بين يديه بشكل متفرد من دون العودة في معظم ما يتم اتخاذه من خطوات الى مجلس الادارة، منها على سبيل المثال تعيين البعض في لجان النادي الفنية وروابطه وهم بطبيعتهم تابعون له، الى ما هنالك.
والسؤال الذي يطرح نفسه اين رئيس النادي؟ اذ تؤكد مصادر انه تقدم باستقالته منذ فترة وابتعد بشكل نهائي، وفضّل البعض التكتم على الاستقالة وعدم افشاء السر خوفا من انعكاس المسألة بشكل سلبي على الفريق.
والمعروف ان «النجمة» يعاني من ازمة مادية رتبت على كاهله الكثير من الديون، ودفعته باتجاه الازمة الكبيرة التي تعصف به بسبب تمادي البعض وكل الامور تصب في خانة التفرد بالقرار، الذي يمارسه احد النافذين في اللجنة الادارية وهو امر لم يتعود عليه «النجمة» منذ قيامه.
اما على الصعيد الفني، فان الجهاز الفني يعاني في مسألة التعاطي مع اختيار الاجانب خصوصا ان هناك حاجة ملحة لتبديلهم، وقد بدا الامر بتجربة لاعب «الصفاء» السابق النيجيري صموئيل اوتشي الذي سجل هدفين في مباراة «المبرة» الودية (2ـ1)، وقد يمتد الى اختبار اخرين على امل ايجاد البديل المناسب للسوري شحرور والتشادي كارل ماركس.

«الانصار»
اما في «الانصار»، فيصح ان يطبق فيه المثل المعروف بـ «السلطة والمال»، فالقرار لرئيس النادي نبيل بدر الذي وضع امكانيات كبيرة لتجهيز الفريق الذي يبتعد عن المتصدر بـ 9 نقاط في المركز السادس ما يعني ان هناك املاً بالعودة بين ليلة وضحاها الى المنافسة، وهذا استدعى اعلان الاستنفار العام من قبل الرئيس الذي يملك كل الحق في تطبيق سياسته لان هدفه استعادة اللقب الذي ابتعد عنه الفريق منذ سنوات، وما الخطوات التي سارع بدر اليها ما هي الا في سبيل هذا الامر فسلطته نابعة من هذا المنطلق خصوصا ان الادارة تنعم بالاستقرار وتتقيد بكل ما يمكن ان تتوصل اليه بالتشاور مع الرئيس.
ويسعى الجهاز الفني الذي اعطاه بدر كل الثقة من خلال اشراك الخبراء من محبي النادي في كيفية الحلول الناجعة لايجاد الاجنبي المناسب الذي سيكون بديلا للعاجي «اكوفو»، ويبحث مدرب الفريق جمال طه عن لاعب «سوبر» يفضل ان يكون بمستواه اعلى بدرجات من اللاعب الاجنبي ويمكنه ان يمثل دور القيادة في خط الوسط، خصوصا ان تجربة احد اللاعبين البرازيليين لم يجد نفعا حتى اللحظة.
ايام ويعود الدوري، لكن قبل كل ذلك فانه يترتب على هذه الاندية العريقة وصاحبة الانجازات ان تغير في الكثير من الامور ان كان على صعيد النهج او التكتيك الفني وغيره التي قد تعيدها الى اشعال الصدارة من جديد.