دخلت كرة القدم اللبنانية في عطلة تستمر نحو شهر بعد انتهاء مرحلة الذهاب، ستقيّم الأندية الـ 12 خلالها الذهاب مع وضع رؤية لمرحلة الإياب، وتحديداً لجهة مستويات اللاعبين الأجانب وما قدّموه ذهاباً، حيث تسمح لهم هذه العطلة بتبديل الأجانب، ناهيك عن أداء الحكام وبعض المشكلات الجماهيرية التي حصلت والحلول المقترحة لمعالجتها.
ولأن المعني الأول في كل نادٍ عن تقييم المستوى الفني هو رأس الجهاز الفني، نقدم اليوم الحلقة الرابعة في سلسلة تقييم الذهاب من قبل المدربين الـ12، حسب ترتيب فرقهم، وهي مع مدرب «النجمة» الروماني تيتا فاليريو، بعد الأولى مع مدرب «الصفاء» إميل رستم، والثانية مع مدرب «العهد» محمود حمود، والثالثة مع مدرب «الساحل» موسى حجيج.

ظروف ضبابية
يؤكد فاليريو أنه لا يمكن تجاهل الحديث عن الظروف الضبابية التي رافقت تحضيرات الفريق على «ملعب المنارة» نظراً للأزمة المادية التي رافقت النادي منذ الموسم المنصرم والتي كان لديها انعكاس مباشر على مستوى التحضير «وكنّا نعمل فنياً وميدانياً من جهة، ونحاول من جهة أخرى أن نتفهّم الوضع النفسي الذي كان يسيطر على اللاعبين ونساعدهم على تخطيه ونحثهم على الالتزام والعطاء ريثما تؤدي جهود الإدارة الى تأمين الميزانية التي تتيح للفريق الانطلاق بجدية اكثر، من حيث التحضيرات، وخاصة على مستوى تدعيم الفريق بالعناصر المحلية لسدّ بعض الثغرات، وبدا واضحاً أن هذا النقص كان يكمن بالأخص في خط الدفاع وكانت لدينا محاولات عدة ومفاوضات لاستقدام مدافعين لبنانيين لم تتكلل بالنجاح بسبب تمسك الأندية بعناصرها الجيدة من جهة، وعدم جهوزيتنا المادية لدفع الأموال المغرية للأندية الاخرى للاستغناء عن لاعبيها، وأدى ذلك الامر للاتجاه الى استقدام مدافعين اجنبيين من مستوى عالٍ وهما التونسي رضوان فالحي الذي اثبت خلال مرحلة الذهاب أهميته وكفاءته لقيادة خط الدفاع، اما إصابة المدافع الفذ السوري صلاح شحرور فقد كان لها الأثر السلبي على الأداء الدفاعي العام للفريق، بحيث سعينا مجدداً للتأقلم لسد هذه الثغرة الجديدة بمدافعينا المحليين».

بداية متواضعة
يعتبر فاليريو أن بداية فريقه في الدوري كانت متواضعة أداء ونتائج في الأسابيع الأولى «والتي تتمثل بالفارق الحالي بالنقاط مع منافسينا ثم أخذ أداؤنا يتصاعد تدريجياً بعد الفوز على «الأنصار» (1 ـ صفر)، والذي أعطى الفريق جرعة معنوية كبيرة وثقة بالنفس عند اللاعبين بالرغم من «زلة القدم» أمام «الحكمة» (صفر ـ صفر)، وبعد ذلك حققنا سلسلة من الانتصارات اعادت الفريق الى المنافسة، بالرغم من إصابة عدد لا بأس به من اللاعبين، بحيث كانت روحية الفريق العالية وحرص اللاعبين على بذل المزيد مباراة تلو الأخرى السبب الأهم لحصد الانتصارات وبروز وجوه جديدة وواعدة في الفريق».

التغيير الأجنبي مرهون لآمال
حول إمكانية تبديل اللاعبين الأجانب، يشدّد فاليريو على أن أي تغيير على هذا المستوى مرهون بالإمكانيات المادية المتاحة لدى النادي وباللاعبين الاجانب المتوفرين والمستعدين للعب في الدوري اللبناني «نحن ننتظر بفارغ الصبر استعادة المدافع صلاح شحرور لعافيته وحضوره البدني، ونعتبر أن رضوان الفالحي هو ورقة رابحة للفريق وضمانة لخط الدفاع، وان اي تغيير آخر قد يتوضح في الأيام المقبلة، حسب الإمكانيات والظروف المتاحة كما ذكرت، وأظهر كارل ماكس في البداية مقومات فنية وبدنية جيدة لكن عدم توفيقه في تسجيل الأهداف أفقده الثقة بنفسه وثقة الآخرين وصعب عليه المهمة وجعل أداءه يتراجع في المباريات الاخيرة».

تفوق ثنائي الصدارة
يرى فاليريو أن معظم الفرق أظهرت في مرحلة الذهاب مستواها الجيد بشكل عام، والكل شارك في تحديد الشكل الحالي للترتيب «بمعنى ان اي فريق كان قادراً على تقديم مباراة جيدة والظفر بنقاطها، بعض النظر عن هوية خصمه مع تفوق ثنائي الصدارة بعض الشيء، وبعد الفرق في أسفل الترتيب عن المستوى العام نظراً لدخول بعضها البطولة فقط لإثبات الوجود. أما نحن في «النجمة»، فإذا أردنا الاستمرار بالمنافسة فعلينا أن نقدّم مستوى افضل على الصعيدين الدفاعي والهجومي، حيث أظهرنا هشاشة دفاعية في بعض المباريات وتلقينا أهدافاً سخيفة وعانينا من نسبة متدنية في تسجيل الأهداف، ويحتّم علينا للبقاء في جو المنافسة جهوزية كل اللاعبين وعودة المصابين وتقديم المجموعة مئة بالمئة من قدرتها، ولا شك في أن التوفيق أيضاً يكون من الله إن التزمنا بواجباتنا وتجنّبنا تكرار الوقوع في الأخطاء التي ارتكبناها خلال مرحلة الذهاب».

جمهورنا النجم الأساسي
ويصف فاليريو جمهور «النجمة» باللاعب النجم والأساس للفريق «من غير المقبول محاولة إبعاده أو مساهمة بعض المشاغبين القلائل بحرمان اللعبة من جمهورها، وعلى الجمهور نفسه أن يكون بمثابة قوى أمن من دون التخلي عن دور قوى الأمن في إيصال المباريات الى بر الأمان على غرار العالم الكروي بأجمعه».
وفي الختام، يشكر فاليريو إدارة النادي على جهودها ووقوفها بجانب اللاعبين بأصعب الظروف وعملها الدؤوب على إيجاد الحلول وتأمين الدعم المادي والمعنوي للجهاز الفني واللاعبين، والشكر لاتحاد اللعبة على رعايته للعبة تنظيمياً مع التمني بأن يتماشى المستوى التحكيمي مع صعوبة الاستحقاقات».