دخلت كرة القدم اللبنانية في عطلة تستمر نحو الشهر بعد انتهاء مرحلة الذهاب، ستقيّم الأندية الـ 12 خلالها الذهاب مع وضع رؤية لمرحلة الإياب، وتحديداً لجهة مستويات اللاعبين الأجانب وما قدّموه ذهاباً، حيث تسمح لهم هذه العطلة بتبديل الأجانب، ناهيك عن أداء الحكام وبعض المشكلات الجماهيرية التي حصلت والحلول المقترحة لمعالجتها.
ولأن المعني الأول في كل نادٍ عن تقييم المستوى الفني هو رأس الجهاز الفني، نقدم اليوم الحلقة الثالثة في سلسلة تقييم الذهاب من قبل المدربين الـ 12، حسب ترتيب فرقهم، وهي مع مدرب «شباب الساحل» موسى حجيج، بعد الأولى مع مدرب «الصفاء» إميل رستم، والثانية مع مدرب «العهد» محمود حمود.

مرحلة ذهاب جيدة
يؤكد حجيج أن البداية كانت شاقة وصعبة مع انطلاق التحضيرات والاستعدادات لـ «كأس التحدي» ونجح الفريق في إحراز اللقب من دون اي خسارة «وكانت «كأس التحدي» مباراة حقيقية لاختبار الفريق من جميع النواحي، فكان دخولنا إلى البطولة جيد جدا وتحصن اللاعبون من الناحية الذهنية والبدنية والتكتيكية. بدأنا الدوري بمباراة صعبة جدا أمام «النجمة» فكانت من ناحية المستوى جيدة جدا ونتيجتها مقبولة جدا، ولكن بالمجمل كانت انطلاقة جيدة، وبعد المباراة مع «النجمة» لعبنا مع «النبي شيت» فكانت مباراة جيدة فنيا لكنها سلبية النتيجة (1 ـ 2)، ومن بعدها بدأ الفريق بحصد النقاط وظهر بالشكل والصورة أنه أصبح جاهزا وصلبا وعنده قابلية التطور. بشكل عام كانت مرحلة الذهاب بالنسبة لفريقي جيدة برغم خسارة المباراة الأخيرة أمام «طرابلس» بسبب سوء الأداء لأن اللاعبين لم يكونوا جاهزين ذهنيا، فكانت نتيجة سيئة لكنها مفيدة لمرحلة الإياب».

العمل الجماعي ينجح المجموعة
يعتبر حجيج أن ايجابيات مرحلة الذهاب كانت مهمة جدا «وأبرزها ثقة اللاعبين بأنفسهم، ثقة الجمهور باللاعبين، وثقة الجهاز الفني باللاعبين وبالعكس، هذه العوامل تكسبها مع مرور الوقت لأننا نعمل عليها منذ البداية وبدأنا نحقق النتائج المرجوة، وهي تحققت ليست على طريقة فورة وإنما نتيجة جهد وعمل، واستطعنا أن نصل إلى أداء جماعي لمجموعة منسجمة، وهذا العمل هو الذي ينجح المجموعة، وعندما يحصل خلل ما في الأداء الجماعي يحصل خلل في الأداء والمستوى ويمكن أن يوصلنا إلى نتيجة سيئة. طالما نحن محافظون على الأداء والعمل الجماعي نثبت أن الفريق جيد ويمكن أن يفوز بأي مباراة، ولو كانت مع الأندية الكبيرة، مع العلم أننا خضنا أفضل المباريات مع الفرق الكبيرة، فتعادلنا مع «النجمة» (1 ـ 1)، وفزنا على «العهد» (2 ـ 1)، وأمام «الصفاء» برغم خسارتنا (1 ـ 2)، وتعادلنا مع «الأنصار» (1 ـ 1)، وأنا شخصيا أبعد اللاعبين عن النتيجة لأنها تدخل في عالم التوفيق، وعلينا أن نؤدي المستوى الجيد والمطلوب أن نعمل من أجل تحقيقه، وهذا الأمر ترسّخ بفكر وعقلية جميع اللاعبين».
يرى حجيج أنه من السلبيات التي رافقت مرحلة الذهاب هي عقلية اللاعب اللبناني «وهي من ابرز سلبيات كرة القدم اللبنانية، وذلك بسبب غياب العقلية الاحترافية، لذلك ليس لدينا مستوى ثابت لأي لاعب إن كان على الصعيد الفردي أو الجماعي، وهذا الأمر ينعكس على الفرق». ويدرس حجيج جميع المعطيات والاحتمالات بالنسبة للاعبين الأجانب «إذا وجدت الأفضل ممكن أن نستبدل أحد اللاعبين، طبعا إذا وجدنا اللاعب الذي يناسب المجموعة، لأننا نبحث دائما عن احتياجات المجموعة، يمكن أن يكون اللاعب جيدا والمجموعة لا تحتاجه في المركز الذي يلعب به، لدينا أسبوعا والمفروض أن نحسم خياراتنا قبل اقتراب موعد انطلاق الإياب».
يقيّم حجيج مرحلة الذهاب ويعتبرها بأنها كانت جيدة وأن جميع الفرق متقاربة المستوى، «باستثناء فريق أو اثنين في ذيل الترتيب، في بعض المباريات الأخطاء التحكيمية أثرت على النتائج وعلى الترتيب العام، مع أنني شخصيا اعتبر هذه الأخطاء إنسانية بحتة وهو أمر طبيعي في عالم كرة القدم. هنا لا بد من الإشارة الى أننا وصلنا إلى مكان أن الحكم أصبح يخاف من فريقي المواجهة، بسبب غياب الحماية والقوى الأمنية، وحتى الحماية من اتحاد اللعبة، لأن معظم القرارات التي يتخذها الحكام تأتي تحت الضغط، لذلك لا يملك الحكم الحرية والصلاحية لقيادة المباريات كما هو مطلوب، وهذا امر يولد الأخطاء الجسيمة، كما يحصل في الدوري، والمفروض أن نجد العلاج المناسب، وعلى الأجهزة الفنية واللاعبين والإداريين بمساعدة الحكم للقيام بواجبه على أكمل وجه، وهناك ظاهرة غريبة جدا وهي دخول الإداريين أرض الملعب لانتقاد الحكم والاعتراض على قراراته، فإذا الإداري وهو رأس هرم الفريق في الملعب يقوم بهذا العمل غير الصحي، فعلينا أن لا نلوم الجمهور الذي يثور ويشاغب عندما يرى الإداري يقوم بهذه الأعمال المخجلة وغير الصحية في ملاعبنا».

الإياب سيكون صعبا
ويشدد حجيج أن مرحلة الإياب ستكون صعبة وحساسة جدا مع المنافسة القوية «نحن من ضمن هذه المنافسة، والفريق الذي يملك النفس الطويل وقدرة التحمل والاستقرار الإداري والفني، ومن لديه مشاكل أقل هو الذي سيصل إلى نهاية الدوري متوجا باللقب»، مطالباً القوى الأمنية بالتواجد في الملاعب بأعداد كبيرة وهي ضرورة ملحة «أولا لمنع الشغب، وثانيا لحماية الحكام كي يتخذوا قراراتهم بجرأة وصرامة ومن دون تحيز، وعلى «الاتحاد» أن يجد الحل المناسب بشتى الطرق قبل انطلاق مرحلة الإياب، وبالنسبة للاعبي «شباب الساحل» فإنهم عملوا وتعبوا وحققوا مع الجهاز الفني أمورا جيدة في عالم كرة القدم، غير النقاط والترتيب، من المفروض أن لا يخسروها وإنما يجب أن يستثمروها في المستقبل، فهم يملكون الامكانيات والقدرة لتكملة المشوار بالقوة والزخم نفسهما، وأهنئهم على كل ما قدموه من تعب وجهد أملا أن يعطوا وبشكل مضاعف في الإياب ليكون لهم شأنا في نهاية الموسم، وأشكر الإدارة التي تقدم الدعم المطلوب والرعاية التامة لكي يكون الفريق ناجحا على الصعد كافة».