بطريقة ممنهجة وواضحة تتابع قناة المنار والحزب الذي يدعمها سرقة أسماء الأبطال الذين سطّروا بدمائهم الإنجازات وهزموا بشجاعتهم العدو. ففي فجر اليوم الأول من عام 1986، وبعد ليل طويل، كان  سعيد أسعد مواسي ومجموعة من المجاهدين يتهيئون لإقامة حفلةٍ من نوع آخر، فساروا في وعر الأودية وسلاحهم الملقَّم بالرصاص جاهز لقتل اليهود، غير أن سعيد لاحظ وجود تحركات غريبة فطلب إلى رفاقه الانسحاب ليؤمن تغطيتهم بعد أن بدأت الرشاشات الصهيونية تمطرهم بوابل الرصاص.

بقي سعيد وحيداً يقاتلهم وجهاً لوجه وأبى أن يبقى رفاقه فريسة الكمين الصهيوني، ففداهم بنفسه وروحه.

طارق (الإسم الجهادي للشهيد) والذي عرّف عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكراه قائلا له "أشهد انك اطلقت القذيفة الاولى على رتل المدرعات الاسرائيلية الذي كان يتقدم الى بيروت، معتقداً انه يستكمل نزهته على شاطىء ارواحنا، وانك ما رميت اذ رميت ولكن الله رمى"، أصبح منذ يوم أمس من قافلة الشهداء التابعين لحزب الله بعد أن قامت قناة المنار بعرض حلقة كاملة عنه ثم اوردته في موقعها الالكتروني تحت مسمى صور شهداء المقاومة الاسلامية. هذا الأمر الذي أثار ضجة فيسبوكية عارمة لدى جمهور حركة أمل لم يكن الأول من نوعه، فالمنار سابقا أقدمت على محو تاريخ أمل في مسلسل الغالبون ثم في معركة خلدة لتعاود الكرة مع الشهيد سعيد أسعد مواسي (طارق) وكأنها بذلك تحاول أن تؤسس لماضي حزب الله تاريخا جديدا ممزوجا بنكهة الإنتصار والتحدي علّ الحزب بذلك يستطيع أن يمحو العار الذي أُلحق به وبأهدافه جرّاء الأزمة الإنسانية (التجويع) في مضايا.

فالمنار مرة جديدة تتّبع سياسة الإستفزاز وتثير النعرات والإنقسامات ضمن الطائفة الشيعية في وقت تحتاجه هذه الطائفة لأن تكون موحدة. وإن كان حزب الله يحاول أن يسرق التاريخ المشرّف لأمل فإنّ ذلك لا يدلّ إلا على شيء واحد وهي سياسة التحكم والتسلط التي يتّبعها حزب الله بصفته الولي الشرعي للطائفة الشيعية ككل، إلا أن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام فأبناء أمل له بالمرصاد حتى أنهم طالبوا قياداتهم بالتدخل لحل هذا الموضوع.

وربما الحرب التي اشعلتها المنار والتي أيقظت روح الخلافات لن تهدأ إلا باعتذار رسمي  من هذه القناة  للجمهور الأخضر وعلّ هذا الغضب الحركي يعيد إلى المنار رشدها كي لا تقع مجددا في هذا الخطأ.