لا تزال لعنة الحرب تضرب سوريا ولا تزال لعبة الدم هناك في أوجها وسط انعدام كامل لأي حلول سياسية على الأقل في المدى المنطور . إن هذا الإجتياح الذي يتعرض له الشعب السوري بات فوق التصور وفوق التحمل وقد لطخت دماء النساء والأطفال والشيوخ في مضايا وجوه كل أمراء هذه الحرب وكل اللاعبين بدماء الشعب السوري .

إن الحصار الذي تتعرض له هذه البلدة الواعدة على أطراف دمشق من قبل النظام وحزب الله قد حولها إلى اسطورة على مواقع التواصل الاجتماعي وباتت الصور المتداولة وصمة عار على جبين على أولئك الذين حولوا هذه البلدة إلى مسرح للموت والجوع والخراب.

الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كان منذ أيام يدين النظام السعودي على القمع واحكام الإعدام، واستنكر بأشد العبارات إقدام السعودية على إعدام الشيخ النمر ومن معه، وبغض النظر إن كنا مع الإعدام أو ضده مع السعودية أو ضدها فإن الموقف من توزيع الموت هنا أو هناك يجب أن يكون موقفا واحدا، وإن الموقف من الاستبداد وقمع الحريات والرأي يجب أن يكون واحدا هنا أو هناك، لذلك فإن على السيد نصر الله أن ينظر بالعين الأخرى إلى موت الشعب السوري أيضا وإلى اضطهاد الشعب السوري أيضا وإلى الإستبداد الذي يتعرض له الشعب السوري وهو جزء من أمراء هذه الحرب وهو الحليف الدائم للنظام الذي يمعن قتلا ودمارا وموتا بالشعب السوري . الحري بنصر الله أيضا أن تكون عينه الأخرى على الشعب السوري وهو الذي يسهم بكل الأشكال في دعم هذا النظام ويسهم في استمرار اشعال هذه الحرب القذرة التي يتعرض لها الشعب السوري والتي دمرت كل معاني الحياة في بلد كان ينبض بالمحبة والسلام .

مضايا تحت الحصار والموت والجوع تستغيث لكن أحدا لا يسمع لأن لعبة الحرب أكبر منها ولعبة الأمراء أقوى منها وكأن هذا الشعب بات خارج الإهتمامات الدولية والعربية وخارج اهتمامات التاريخ والجغرافيا وهي بالتأكيد خارج اهتمامات نصر الله الزعيم الذي حركه حكم إعدام النمر ولكنه الذي لم يرف له جفن لمشاهد الجوع و الموت والدمار في سوريا وفي مضايا الشهيدة .

  جهاد عبد الله