إنك لست في الداون تاون ولا في مناطق سياحية، لا في جبيل ولا في زحلة إنما في بيروت تحديدا جسر الكولا حيث يتمركز معظم الفقراء والمحتاجين طالبين يد العون من المارة، وبغض النظر عن هذا الموضوع فإنك تنظر للمحلات تجد أنها قديمة العهد، تحتاج لإعادة هيكليتها من جديد وبمجرد النظر إلى هذه المحال تظن انها محط اهتمام لأنها وبكل بساطة تحاكي الوضع المعيشي للفقير.  

لكن المفاجىء في الأمر أن تدخل إلى إحدى هذه المحلات طالبا منقوشة واحدة تكفي لإشباعك نصف اليوم حتى تعود إلى منزلك فتجد ان إضافة كلمة "مشروحة" على قاموسك اللغوي سترفع كلفتها ليس شيئا بسيطا إنما ما يعادل النصف.

  فالمنقوشة كسعر معروفة في كافة المحلات 1500 ليرة لبنانية وإن كانت مشروحة 2000 ليرة لبنانية أو 2500 ليرة لبنانية إنما عند الوليد للمعجنات فسعر المنقوشة المشروحة 4000 ليرة.   للوهلة الأولى تفاجأت بسعرها إذ أن من يدفع 4000 سيدفعها ثمن وقية لحم أو سندويش كفتة يسدّ فيها جوعه وتوجهت هنا إلى صاحب المحل بالسؤال:" ليه غالية"   فكانت إجابته مختصرة وقال "لأنها مشروحة يعني دوبل"، علما أن هناك الكثير من المحلات التي يبلغ سعر المنقوشة المشروحة فيها 2500 كحد أقصى.

  ورغم أن كثيرين قد يجدوا سعر هذه المنقوشة عاديا وغير قابل للنقد إلا أن ما يثير الإعجاب هنا لماذا يتم غش الناس في السعر وأين الجهات المعنية من الموضوع؟ ولماذا لا يتم اعتماد تسعيرة موحدة للمنتجات العروفة برخصها؟   ومن يظن أن هذه المنقوشة قد تستحق سعرها فإننا وضعنا صورتها بالإضافة إلى صورة واجهة الفرن لأن من ينظر إليه لا يمكنه أن يتخيّل سعر المنقوشة هكذا.  

والجدير ذكره أيضًا أننا لم ننغش فقط في سعر المنقوشة إنما في الجبن المستخدم ايضا لكثرة ملوحته وعلينا فإننا نسأل "أين وزارة الإقتصاد من غلاء الأسعار"؟