ينعقد في مكتبة الاسكندرية ما بين الثالث والخامس من كانون الثاني الجاري مؤتمر "صناعة التطرف: قراءة في تدابير المواجهة الفكرية" وذلك بعد مرور عام على انعقاد المؤتمر الأول والذي من خلاله أطلقت المكتبة  برنامجها الخاص بمواجهة التطرف، وقد شكَّل المؤتمر الاول إطلالة مهمة على الواقع العربي، ودعا المثقفون العرب إلى انعقاده بشكل سنويًّ، مما حدا بالمكتبة إلى الدعوة إلى عقد مؤتمر آخر في نفس الفترة الزمنية بعد مرور عام من انعقاد المؤتمر الأول.

يشمل المؤتمر عددًا من المحاور الأساسية التي يتمخض عنها عدد من الجلسات العامة، وأخرى متوازية على مدار ثلاثة أيام.

يتناول المؤتمر هذا العام قضايا تتعلق بالثابت والمتغير في تشكيل حركات التطرف، ومقاربة العلوم الاجتماعية للتطرف، ويشتمل على عدد من الجلسات المتوازية التي تتصدى لموضوعات شتى تشغل اهتمام المشاركين على تنوعهم العلمي، والسياسي، والثقافي: مثل نقد خطاب التطرف، والإعلام التقليدي والالكتروني في مواجهة التطرف، وقضايا الأمن القومي، والتنوع والتعددية، والشباب والمرأة، فضلاً عن استعراض المبادرات المتنوعة التي أطلقتها الهيئات الشريكة لمكتبة الإسكندرية في مجال مواجهة التطرف في عدد من الدول العربية، مما يسمح بإمكانيات التشبيك والتعاون الكثيف في هذا المجال، ويطل المؤتمر هذا العام، خاصةً في ضوء التطورات التي حدثت في طيلة الفترة الماضية - الإرهاب المحلي في أوروبا، الإشكاليات، والدلالات، من خلال مشاركة مختصين في هذا المجال.

ويشارك في المؤتمر عدد من المثقفين من الدول العربية، يعكسون تنوعًا، تحرص عليه مكتبة الإسكندرية، في النوع، والسن، والمعتقد، والثقافة، والتوجه السياسي، والتخصص العلمي، والخبرة العملية، مما يضفي على النقاش حيوية وتنوعًا ومساحة من التفكير النقدي، نحرص عليها.  ويشكل هذا المؤتمر اضافة الى غيره من المؤتمرات التي عقدت في بيروت والقاهرة وطهران وبغداد وغيرها من العواصم العربية والاسلامية محاولة جدية لمواجهة التطرف ووضع الخطط العملية لمواجهته ، وان كان المطلوب ليس فقط الاكتفاء بتوصيف الظاهرة او اصدار البيانات الختماية بل وضع الخطط العملية في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والفكرية والاعلامية والدينية من اجل الحد من التطرف وهذا هو المؤمل من هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات العربية والاسلامية