يقول ابن سينا :  ينقسم الناس من ناحية سلامة الجسم وكذلك من ناحية جماله إلى ثلاث فئات الأولى

 

 فئة تتمتع بسلامة جسمية كاملة  أوبجمال جسمي متناه والفئة الثانية تعاني من القبح أشده او من المرض

 

 الجسمي أقساه ولا ينتمي من هاتين الفئتين إلا القليل وأما الفئة الثالثة التي تشكل القاعدة الكبيرة من

 

 الناس فهي التي تعيش الحالة المتوسطة من حيث السلامة والمرض أو من حيث الجمال والقبح فلا هم

 

 يملكون سلامة ولا اعتدال مزاج بصورة مطلقة ولا هم يعانون كما يعاني المشوهون من الأمراض المزمنة

 

 أو المستعصية على العلاج ليسوا جميلين مفرطي الجمال ولا قبيحين قبحا منفرا وهكذا الناس من الناحية

 

 الروحية والمعنوية

 

1 فئة تعشق الحقيقة وتتفانى في حبها

 

2 وفئة تناصبها العداء وتمحضها الكره

 

3 واما الفئة الثالثة فهم الذين يشكلون الأكثرية وهم المتوسطون فليس هم عاشقون للحقيقة مثل الفئة

 

 الأولى ولا هم خصوم الحقيقة مثل الفئة الثانية هؤلاء أناس لم يصلوا إلى الحقيقة وإذا قُدِّرَ أن تعرض

 

 عليهم فإنهم لا يستعلون عليها

 

وبعبارة أخرى : هؤلاء حسب المقياس الإسلامي والمعيار الفقهي هؤلاء أناس ليسوا مسلمين ولكنهم في

 

 الواقع والحقيقة مسلمون لأنهم يستسلمون للحقيقة ولا يواجهونها بالعناد والكبرياء والتعالي وبعد هذا

 

 التقسيم يقول ابن سينا : [  واستوسع رحمة الله ]

 

ويشير صدر المتألهين إلى حديث ابن سينا فيقول :

 

الناس في ذلك العالم أي في حياة الآخرة من حيث السعادة والسلامة مثلهم في هذا العالم أي في الحياة

 

 الدنيا من حيث السلامة

 

فكما أن الأقلية في هذا العالم هي التي تُمْنَحُ السلامة المتكاملة والجمال الفائق وكذلك الأقلية هي التي

 

 تُصَابُ بالأمراض المزمنة والقبح الدميم أما الأكثرية فهي التي تعيش حالة التوسط فهم سالمون نسبيا

 

 فكذلك الحال في ذلك العالم أي في حياة الآخرة

 

1 فالسابقون السابقون بتعبير القرآن الكريم أي الكاملون

 

2 وأصحاب الشمال أي الأشقياء وهم الأقلية

 

3 والغلبة أي الأغلبية للمتوسطين الذين يطلق عليهم القرآن الكريم اسم أصحاب اليمين

 

ثم يقول صدر المتألهين بعد ذلك

 

إن أغلبية الخلق في الدنيا والآخرة هم من أهل السلامة والرحمة وهذا نصه

 

فلأهل الرحمة والسلامة غلبة في النشأتين أي في الدنيا والآخرة

 

المصدر كتاب العدل الإلهي ص / 377 / 378 / العلامة مرتضى المطهري