ممارسات جنسية جماعية مفرطة، سواء عشوائية مع قاصرات لا تتعدى اعمارهن الـ 16 عاماً أو ممارسة اللواط. هيجان جنوني ورقص بهستيرية بعد تعاطي الكوكايين، الهيرويين وباقي أنواع المهلوسات العقلية والمخدرات الرقمية او "الديجتال دراجز الالكترونية" التي تعرف ايضاً بالموسيقى المخدرة. استخدام اجساد الفتيات العاريات كمذبح وصدورهن مكاناً لكأس القربان.

الحديث هنا، ليس عن فيلم سينمائي او تلفزيون يتخلله مشاهد رديئة غير اخلاقية تمس بالحياء العام، بل عن واقع انحداري يحض على ازدراء الله ويشكك بألوهيته ممجداً الشيطان، كانت مجموعة من أتباع "عبدة الشيطان" بصدد التحضير له في احدى حفلات رأس السنة الصاخبة في جبل لبنان.

وفي هذا الصدد توافرت معلومات لموقع "ليبانون ديبايت" تكشف عن مجموعة شبان ينتمون الى "عبدة الشيطان" اختاروا من احدى منتجعات جبل لبنان مسرحاً لشعوذاتهم وطقوسهم الشيطانية التي فيها الكثير من التحقير والتجذيف بالديانات السماوية عامةً والمسيحية ومقدساتها خصوصاً والاساءة اليها إلى أبعد حدود، بعد ان غض النظر عن ممارساتهم السنة الفائتة حيث اقيم حفل مرخص في وادي بزبدين في المتن الاعلى استمر لـ 3 ايام متواصلة.

الواقع، يؤكد ان لا سقف أو حدود لهم، فهذا العام، قرروا الخروج مجددا الى العلن ولكن هذه المرة في بيصور، فبعد تقصي المعلومات، تبين ان حفل "عبدة الشيطان" كان سيقام بتاريخ 31 الشهر الجاري بدءً من الساعة 6 مساءً حتى الخامسة من مساء اليوم التالي، تحت غطاء حفل موسيقي صاخب يحمل عنوان "The psycnedelic new year party"، ويحييه احد اشهر الموسيقيين العالميين"Pantelis Kontodimos"، يوناني الاصل، بمناسبة ليلة رأس السنة.

هذا، ويتخلل الحفل اقامة ما يعرف بـ"القداس الأسود" حيث يتم استحضار الشيطان والارواح الشريرة، ممارسة الشعوذة وطقوس خاصة بهم فضلاً عن تقديم قرابين بشرية والتمثيل بدمائها او نحر حيوان واستخدام دماءه على وقع موسيقى البلاك ميتل، الهيفي والديث ميتل ناهيك عن تعاطي المخدرات وممارسة الجنس الجماعي مع قاصرات وغيرها من الاعمال الشاذة واللااخلاقية.

"سهرة التخدير" تلك كما يشي عنوانها، وصلت الى مسمع كل من رئيس جمعية "جاد" التي تكافح المخدرات، السيد جوزيف حواط ورئيس بلدية بيصور السيد وليد العريضي، فما كان منهما الا التدخل على الفور باذلين جهوداً جبّارة لعدم السماح لهؤلاء الشاذين بممارسة طقوسهم داخل ارجاء البلدة. ووفق معطيات "ليبانون ديبايت"، اصدر العريضي قرارا يمنع بموجبه احياء هذا الحفل معمما اياه على صاحب الـمجمع، الذي كان قد اعطاهم الموافقة المسبقة جاهلاً الهوية الحقيقية لهؤلاء الشبان وما كان سيجري في اروقة منتجعه من مناجاة للشيطان وشتم للخالق.

هذه الحقائق التي سردناها اعلاه، قد لا تثير ريبة او قلق البعض من رافعي رايات الحرية المطلقة والتحرر من كل القيود الأخلاقية والاجتماعية، فيما البعض الآخر يندد بهذه الافعال ويطالب الجهات المعنية التدخل على الفور لايقاف هذه المهازل الجماعية والقبض على مرتكبيها، خصوصاً انه في عهد وزير الداخلية والبلديات السابق الياس المر، قيل ان اوكار "عبدة الشيطان" ستضرب بيد من حديد، فاوقف عدد لا يستهان به منهم بناء على معلومات توفرت للقوى المختصة، وترددت انذاك اصداء تشي بامكانية انشاء مكاتب مختصة في الوزارة للحد من انتشار هؤلاء العبدة وطقوسهم، الا ان هذا الامر لم يدخل حيز التنفيذ او يبصر النور حتى الساعة.

آنذاك، الظاهرة كانت مقتصرة على عدد لا يتعدى المئات يتوزعون على مجموعات صغيرة خفية غير منظمة، اما اليوم واستنادا الى بعض الاحصاءات غير الرسمية باتوا يتعدون الـ 8000 علناً. وهنا يحصل الجدل، فمن ناحية المبدأ لا شيء يمنع أي فرد من افتتاح ديانة على حسابه وذوقه نظرا للقانون اللبناني الذي يكفل حرية المعتقد، اما من ناحية القانون فيحظر الانخراط في جمعيات سرية غير مرخص لها من قبل الدولة او تلك التي تسعى الى تحقير الشعائر الدينية او المس بكرامتها.

وللاطلاع اكثر على تفاصيل هذه القضية، اجرى موقع "ليبانون ديبايت" اتصالا بالسيد حواط الذي اعتبر ان مضمون الحفل يكشف من عنوانه، شارحا ان عقار الـ"Lsd" يُستعمل بكثرة من طرفهم كونه نوع من المخدر يُفقد المرء الإدراك السليم ويصيب متعاطيه بالهلوسة لعدة ساعات.

حواط، تطرق في حديثه الى منشور الدعوة المهين للمقدسات المسيحية بشكل وقح وفاضح بحيث يظهر رسم "الصليب" بين حاجبي الشيطان، ناهيك عن ارتداء احذية والبسة وضعت عليها صور العذراء والقديسين بطريقة مشينة تعكس صورتهم وافكارهم، كاشفاً عن عمليات ترويج وبيع للهيرويين وللكوكايين داخل هذه السهرات اضافة الى اعمال الفحش والجنس الجماعي.

وتمنى حواط على الاجهزة الامنية ان تعمد الى مراقبة هذه الظاهرة، سائلا: " الحفل عنوانه سهرة التخدير ويتضمن القداس الاسود، فاين الرقابة على تلك الحفلات؟ وماذا عن القوى الامنية ماذا تنتظر بعد للتحرك؟ أما رجال الدين، كهنة، مطارنة فأين هم من هذه الشعائر والاعمال القذرة، لما هذا الغياب لمواقفهم؟".

وتوجه بالشكر الخاص باسم جمعية جاد لرئيس بلدية بيصور الذي أصدر قرار يمنع بموجبه احياء هذا الحفل، مثنيا على جهوده واعماله الكفوءة.

صحيح، ان الحفل ألغي من بيصور الا ان ما يجهله كثر انه لا يزال قائم وانتقل الى وكرٍ آخر سيكشفه موقع "ليبانون ديبايت" تباعاً. وأمام هذا الواقع، تستسلم اذهاننا لاسئلة اجوبتها تبقى معلقة، فمرتكبي هذه الاعمال الشيطانية ومنظمي هذه الحفلات هم غالباً من كبار النافذين والمتمولين الذين يشكلون بحد ذاتهم تحقيراً للأديان السماوية ولشعائرها. من هنا وبناء على هذه المعطيات وعلى سبيل التساؤل لا التهكم، أين الصرح البطريركي والوزارات المختصة والجهات الامنية من هذه التصرفات المتمادية؟ وماذا عن الرقابة القانونية والدينية الغائبة عن هذه الاعتداءات المتواصلة تحت راية الحرية والتعبير؟ أيقعل ان يكون غياب الدولة وصل لحد عدم العلم بسهرة لـ"عبدة الشيطان" وزعت مناشيرها في اكثر من مكان؟ ام أنها اعينها اغمضت عن المنشور الشيطاني الذي يحمل اساءة واهانة علنية للصليب والديانة المسيحية؟ أسئلة نضعها بعهدة المعنيين، آملين التحرك الفوري واتخاذ التدابير اللازمة لانقاذ شريحة من الشباب سقطت في فخ "الكنيسة الشيطانية".

 

 

خاص "ليبانون ديبايت" - ستيفاني جرجس