في كل سنة يحتفل اللبنانييون بمختلف طوائفهم بعيد الميلاد ويتناسون أنّ بلادهم شهدت أكثر من حرب على أسس طائفية ، كما يتغاضون عن المشاكل و الحروب التي تشهدها دول المنطقة فاحتفالات عيد الميلاد "المسيحي والإسلامي " أصبحت تقليداً مشتركاً لكل المواطنين .

وفي التقاء أديان جديد وبعد مرور 457 عاماً ، على آخر تزامن لذكرى المولد النبوي وعيد ميلاد المسيح ، سيجري الإحتفال هذه السنة بالمناسبتين وفي اليوم نفسه عند كل من الطائفيتين المسلمة والمسيحية .  وأجمل ما يرمز إلى عيد الميلاد في لبنان والعالم هي الشجرة الخضراء و التي تحمل دلالات الحياة و البقاء, إضافة إلى كونها رمز جمالي ووطني...

اما بالنسبة لوطننا لبنان، فتتزين كل الشوارع في مختلف المناطق بالزينة الميلادية مع بداية شهر كانون الأول ، وتحتل الشجرة المزينة المنازل أيضاً  ، غير أن هذه الزينة ليست حكراً على طائفة أو مذهب أو دين معين ، بل يتجمع حول الالتزام بها كتقليد للعيش المشترك الكثير من اللبنانيين ، رغم محاولة البعض تصوير الأمر على غير ذلك وتكفير من يهتم بهذه المناسبة الدينية من غير المسيحيين ... 

فالعديد من المسلمين في لبنان يضعون أيضاً شجرة الميلاد داخل منازلهم ويحتفلون على طريقتهم بالميلاد كون عيسى عليها السلام هو لجميع الديانات السماوية ...  

ليظل السؤال المطروح : هل هذه الظاهرة هي طبيعية ومقبولة دينياً وتؤيدها المراجع الشيعية ؟! في محاولة منّا لفهم وتعمق في نظرة الدين لهذه العادة ،  أجرى موقعنا اتصالات مع المراجع الشيعية الكبرى التي يتبعها الشيعة كمراجع تقليد لهم للوقوف على ما تحمله هذه الظاهرة من خفايا ورأيهم بشراء ووضع شجرة الميلاد في المنزل ، فالمرجع السيستاني قال لا مانع إذا لم يعد ترويجاً للضلال وأفاد مكتب السيد فضل الله أنه ليس مع هذه الفكرة لأنها ليست من عاداتنا الإسلامية ومن الأفضل أن لا نتعود على عادات الأخرين ، وكان جواب السيد الخامنئي إذا لم يكن هناك ترويج للعادات الغربية لا مانع إلا أنه من الأفضل أن لا نقوم بها ويمكن أن نزين لمناسبة ولادة الرسول من دون شجرة..  

خلاصةً.. ومع تباين الآراء الدينية ، إلاّ أنّ عيد الميلاد سيبقى علامة على عدم تحقيق ما يريدون من تفرقة اللبنانيين وعدم تحقيق هدفهم بنشر الإرهاب والتكفير، وسيبقى مناسبة جامعة لكل البشر، حاضنة لجميع الطوائف، عنوانها المحبة والتسامح والتعايش..      

لاميتا حركة