سمير القنطار واحد منا وقائد في مقاومتنا وقد قتله الاسرائيلي يقينا ومن حقنا أن نرد على اغتياله في الزمان و المكان وبالطريقة التي نراها مناسبة ونحن في حزب الله سنمارس هذا الحق .

 بهذه العبارة تحدث الامين العام لحزب الله في كلمته بعد استشهاد  سمير القنطار وما تحمله هذه العبارة بالمعنى السياسي والعسكري يقود الى الرد المباشر من قبل حزب الله على عمليه الاغتيال هذه، وإن ما قاله نصر الله يعتبر تهديدا جديا بالرد والذي قد لا يستغرق وقتا طويلا بالنظر إلى التجربة السابقة التي تعرض لها حزب الله عندما اغتالت إسرائيل الشهيد جهاد مغنية و من معه بداية العام الحالي حيث كان الرد خلال أسبوعين فقط .

تهديدات نصر الله هذه شغلت الأوساط الإعلامية والسياسية والعسكرية في الكيان الصهيوني وتعاملت اسرائيل مع هذه التهديدات بجدية كبيرة . وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لم تنتظر خطاب السيد نصر الله ورسالته التهديدية، وعمدت إلى إجراء تجربة ناجحة لمنظومة «عصا الساحر» المعدّة لمواجهة صواريخ كالتي يملكها «حزب الله».

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع بذلت في الأصل جهوداً لتسريع تطوير المنظومة التي يفترض أن تقف في مركز تشكيلة الدفاع الإسرائيلية في أي مواجهة مستقبلية. وهذه المنظومة، إلى جانب 10 بطاريات «قبة حديدية» ومنظومات «حيتس»، قد تخدم إسرائيل في مواجهة أكثر من 130 ألف صاروخ لدى «حزب الله.

وفي هذا السياق كتب المعلق الأمني في «معاريف» يوسي ميلمان أن الصدفة هي ما جمعت بين خطاب السيد نصر الله التهديدي وإعلان وزارة الدفاع الإسرائيلية عن نجاح تجربة منظومة «عصا الساحر». وفي رأي ميلمان فإن «حزب الله» سيرد، ولكن عبر عمليات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج، أو عمليات من سوريا نحو هضبة الجولان المحتلة. .

و رأى عاموس هارئيل، في «هآرتس»، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية انتظرت خطاب السيد نصر الله. وقال إن نصر الله اكتفى بأقوال عمومية، وأن القنطار «كان واحدا منا» ولم يقدم تفاصيل ولا خطوط عامة لما ينوي القيام به، ورغم ذلك «ينبغي التعامل مع أقوال نصر الله بجدية: في غالبية المرات التي هدد فيها إسرائيل، كان هناك رد من جانب تنظيمه، حتى ولو كان محدودا». وكتب هارئيل أن «هذه هي المرة الثانية التي يسود فيها التوتر هذا العام الحدود الشمالية على خلفية اغتيالات منسوبة لإسرائيل.

حدث هذا سابقاً عند قتل جهاد مغنية وجنرال إيراني وخمسة مقاتلين في قصف الجولان السوري في كانون الثاني. وامتنع نصر الله في حينه عن الظهور العلني الفوري، لكن تنظيمه هدد بأنه سيصفي الحساب مع إسرائيل. ونفذ تهديده بعد عشرة أيام في كمين صواريخ ضد المدرعات في مزارع شبعا، حيث قتل ضابط وجندي من كتيبة جفعاتي». وأشار إلى أن «حزب الله لا يتملص من صلته مع قنطار.

إطلاق سراحه من السجن الإسرائيلي، بعد 29 سنة، في صفقة لتبادل جثث جنود من الجيش الإسرائيلي في أعقاب حرب لبنان الثانية، كان انجازاً كبيراً للتنظيم، وقد احتفل به في بيروت. تجربة الماضي تشير إلى أن حزب الله يتعامل بجدية كبيرة مع مسائل الاحترام والصورة في ميزان الردع الإسرائيلي.

لذلك يصعب القول إن حزب الله سيمتنع تماماً عن الرد العسكري. حتى لو بدا نصر الله مثل اسحق شامير لبناني في تصريحاته حول الزمان والمكان». واعتبر هارئيل أن «الرد في لبنان وسوريا يرتبط كما يبدو، أولاً، وقبل كل شيء، بإيران، سواء نفذ الانتقام حزب الله أو بقايا تنظيم القنطار في شمال هضبة الجولان، فان القرار النهائي على الغالب سيتم اتخاذه في إيران.

أولاً لأن سمير القنطار كان تابعاً لإيران في الأشهر الأخيرة. ثانياً، لأنه توجد للإيرانيين مصالح معقدة في المنطقة، منها العلاقة مع القوى العظمى على خلفية الاتفاق النووي، والجهود لإبقاء نظام (الرئيس بشار) الأسد في سوريا، الاتصالات لانتخاب رئيس جديد في لبنان. كل ذلك له أهمية أكبر من موضوع قتل سمير القنطار».

وأضاف أنه «في جميع الحالات تستند الجاهزية الإسرائيلية إلى فرضية خطيرة تقول إن الرد يمكن أن يكون أخطر مما هو متوقع. ففي جولة صغيرة على طول الحدود اللبنانية أمس برز التواجد الضئيل لقوات الجيش الإسرائيلي هناك، الأمر الذي لا يشير إلى جاهزية الوحدات. يمكن أن يكون العدد القليل للمدرعات العسكرية قرب الحدود يهدف إلى منع حزب الله من الوصول إلى أهداف. في الماضي تصرف الجيش الإسرائيلي خلافاً لذلك، الأمر الذي كلفه الخسائر