لم يعد خافياً وغريباً على أحدٍ،أمام ما يجري في عالمنا العربي والإسلامي،من حروبٍ وقتلٍ وسفكٍ وتدميرٍ وتهجيرٍ، ومن توسُّع ما يسمَّى بتنظيم الدولة الإسلامية،التي تنمو بشكل سريعٍ وبمباركةٍ أمريكيةٍ إسرائيليةٍ،ومن بعض الدول المأسوف على إسلاميتها وعروبيتها المنحنية أمام الديناصورات الداعشية،والخوض في الصراع على الشرق الأوسط وفي الشرق الأوسط، هي الكسب من النفط والغاز والسيطرة على بعض المقدرات من أجل بقائها وإستمراريتها،وما زالت سيول الدم من شرايين البشر توازي في أهميتها وربما تفوق بكثيرٍ من قيمة ما تضخه أنابيبهم الغازية والنفطية، وكأنه أصبح الذهب الأسود في منطقتنا نقمةٌ لا نعمةٌ..وأكثر وضوحاً للصورة ما يجري في سوريا والعراق واليمن، تشير إلى عنصرٍ- جديدٍ – قديمٍ - بين النفط والدم هو عنصر – الدِّين- لأنه زيتٌ من حديدٍ يُصبُّ على النار الملتهبة التي تحرق أخضرنا قبل يباسنا..وهذا ما تسعى إليه رموز"الداعشيَّة" التي يبحث الجميع عن النفط والغاز، والشركات التي ينتمي لها قادة المعارك والمحاور،وعن حجم وأعداد البراميل التي تحرِّك تجَّار الدم والقتل والدين والسلاح..وبالتالي بقيت قضية فلسطين والصراع - العربي – الإسرائيلي- خلف ضهور الفواحل من العرب، وبحرهم صاخبٌ ومزدحمٌ بالأساطيل، ولم يبقى أمامهم سوى ما يحدِّده الديناصور الأمريكي، من أنَّ إرهاب دولة إسرائيل المحتلة التي تمارسه بأنه دفاعٌ عن النفس..بينما من يقاوم هذا المحتل على أرضه بسلاحه وأسنانه ،يطلقون عليه بأنه إنتحاريٌّ وربما وصل بهم الأمر بأنه إرهابيٌّ..وهنا نتسائل: من يحاسب على تشريد الملايين من الشعب الفلسطيني، ومن يحاسب إسرائيل على إحتلالها وقتلها وغطرستها نحو شعبنا في لبنان وأطماعها في ثرواتنا ومقدراتنا؟ لم نسمع منهم شيئاً، ولم نسمع عن نظامٍ – عربي – إسلامي- وعن تحالفاتٍ لجيوش تلك الدول لشراء دبابة واحدة أو مدفعاً ولربما رصاصة وللأقل رصاصة "فشنك صوتية" يبقى هنا الكلام عاجزٌ في زمن الصمت عن ممارسات إسرائيل الغاصبة، ونترك الكلام لكل مقاوم شريف قاوم هذا العدو بصدره ولحمه، وأستشهد مدافعاً عن قدسه وأرضه وشعبه في سبيل تحرير أولى كعبة المسلمين ، فدمائهم هي قنطار وقناطير من العزة والشرف والكرامة