من اجل المساهمة في المعركة التي سيخوضها التحالف الاسلامي الذي انشأته المملكة العربية السعودية في مواجهة الارهاب لا بد من نشر الحقائق عن كيفية نشوء الارهاب ومن يموله وفي هذا الاطار نشير الى المؤتمر الذي عقده " مركز بيت المستقبل" الذي يشرف عليه الرئيس امين الجميل وبالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور الالمانية  فقد كشف عدد من مسؤولين امنيين لبنانيين وعرب سابقين عن وجود دور اساسي للدول الغربية عن انتشار تنظيم داعش والمنظمات المتطرفة في الدول العربية والاوروبية ، كما اوضح بعض هؤلاء عن عدم التعاون الجدي من قبل بعض الدول الاوروبية في تدريب الجيش اللبناني والاجهزة الامنية لمواجهة التهديدات الارهابية وان بعض الدول اشترطت الحصول على الاموال مقابل بعض التدريبات للضباط اللبنانيين.

المؤتمر  عقد في اوتيل  كومودور يوم الجمعة الماضي تحت عنوان: طرق مبتكرة لمواجهة التطرف العنفي، وهو المؤتمر الثاني في اقل من اسبوعين والذي يعقد في بيروت بالتعاون بين مؤسسات لبنانية والمانية حول التطرف في المنطقة والعالم ، وقد حضره الرئيس امين الجميل وعدد كبير من المسؤولين الامنيين العرب السابقين وخبراء ومتخصصون بدراسات التطرف وباحثين عرب يعملون في عدة مراكز دراسات حول التطرف والعنف.

بعد جلسة افتتاحية تحدث فيها الرئيس امين الجميل والاستاذ سام منسى من بيت المستقبل ونيلز وارمر من مؤسسة كونراد اديناور، خصصت الجلسة الاولى لبحث موضوع : الوقاية من التطرف العنفي في مقاربة مبتكرة وتحدث فيها الدكتور حسن منيمنة وهو مدير مؤسسة مبادرة الشرق الاوسط في اميركا ،كما تحدث توماس فولك وهو منسق الحوار بين الاسلام والاديان في مؤسسة كونراد ، كما القت مداخلة مهمة السيدة كريستينا ايخهورست وهي متخصصة بدراسة الارهاب والازمات الاثنية، وتركزت الجلسة حول الاسباب السياسية والفكرية والنفسية لنشوء التطرف وان كانت العديد من المداخلات من المشاركين اكدت على مسؤولية الدول الغربية واجهزة المخابرات الاجنبية والسياسات الغربية وبعض الدول العربية في نشوء التنظيمات المتطرفة.

الجلسة الثانية كانت تحت عنوان: فهم التطرف من منظور نفسي وتحدث فيها جون بل مدير برنامج الشرق الاوسط ومنطقة المتوسط في مركز توليدو في مدريد  ، والسيد ايفان بل من بريطانيا وهو متخصص في المقاربات النفسية للمشكلات الانسانية ، وجان بيار قطريب وهو عضو فاعل في مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني.

وكانت الجلسة الثالثة الاكثر اثارة من حيث المعلومات والمقاربات  وقد ادارتها الزميلة حنين غدار وتحدث فيها اللواء فؤاد علام الوكيل السابق لجهاز امن الدولة في مصر ومدير سابق لامن بور سعيد وقد تخصص في مواجهة المنظمات الارهابية التي تعمل باسم الاسلام وقد قدم مداخلة مليئة بالمعلومات حول دور الدول الاوروبية والغربية برعاية ودعم المجموعات الاسلامية الارهابية  وخصوصا داعش واشار لوجود عشرات المراكز والمؤسسات الناشطة في اوروبا والتي تخرج الارهابيين اضافة لتعاون اجهزة المخابرات العربية والاجنبية لهذه المنظمات وعرض لسلسة اقترحات لمواجهة التطرف، كما حذر من قيام دولة جديدة لداعش في ليبيا وهي تلقى دعما مباشرا من دول اوروبية وعربية.

كما تحدث اللواء عبد الرحمن شحيتلي وهو مدير عام سابق في وزارة الدفاع وعضو المجلس العسكري اللبناني فعرض لتجربة لبنان في مواجهة الارهاب والتطرف وكشف ان احدى الدول الاوروبية رفضت تدريب ضباط لبنانيين لمواجهة الارهاب الا مقابل الحصول على الاموال.

وعرض ماكس تايلور لتجربته في مواجهة الارهاب في ايرلندا ودور العوامل النفسية والسياسية في نشوء التطرف. الجلسة الرابعة والاخيرة وترأسها سام منسى من بيت المستقبل وخصصت لعرض رؤى عربية لمواجهة التطرف وتحدث فيها  اللواء صفاء حسين من العراق وهونائب مستشار الامن الوطني قبل العام 2003 وشغل مناصب مهمة في الجيش العراقي فعرض للواقع العراقي وكيفية تطور مواجهة الارهاب والتطرف ومسؤولية الجيش الاميركي عن نشوء موجات التطرف في العراق وتحدث مدير مركز القدس للدراسات السياسية في الاردن عريب الرنتاوي فقدم افكارا ومقترحات مهمة حول الحركات الاسلامية والخطة التي قدمت للحكومة الاردنية لمواجهة التطرف وفشل المؤسسات الدينية في القيام بدورها.

ومن البحرين تحدث الزميل عبيدلي عبيدلي فعرض لاسباب نشوء الارهاب والتطرف وكيفية مواجهته. واختتم المؤتمر بالتأكيد على اهمية تقديم رؤية شاملة لمواجهة التطرف من زوايا فكرية ونفسية وسياسية واجتماعية ودينية وضرورة وضع خطة عمل مشتركة دولية وعربية وغربية للمواجهة لان هذا التحدي يشمل كل العالم ولا يخص دين معين او منطقة محددة.

وهذا المؤتمر اضافة للعديد من المؤتمرات والدراسات التي ركزت على كيفية نشوء الارهاب والتطرف يجب ان توضع برسم الجهات التي تعمل لمواجهة الارهاب ومن اجل اقامة مؤتمرات متخصصة في هذا المجال.