بعد أن طوت جلسة الانتخاب أل33 صفحة التسوية الرئاسية، والتي كانت قد ساهمت في إنعاش الآمال لدى الأوساط السياسية والشعبية باحتمال الخروج من أزمة الشغور الرئاسي، يبدو أن هذا الإستحقاق قد عاد إلى المربّع الأول، على رغم حركة الإتصالات الجارية في السرّ والعلن لتعبيد الطريق أمام هذه التسوية التي لا تزال مطروحة في الكواليس السياسية. 

إلا أن المعطيات تؤكد أن تمرير هذه التسوية ليس بالأمر السهل، كونها باتت تحتاج إلى جهود أكثر من عادية لإعادة ضخّ الحياة فيها، بعد السهام التي اعترضتها من 8 و14 آذار على حدّ سواء، ما أوحى وكأن الغطاء الإقليمي والدولي قد رُفع عنها.

ويستشعر المراقب للتعقيدات التي واجهت التسوية الرئاسية، بأن أوان الإستحقاق الرئاسي لم يحن بشكل جدّي بعد، وأن ذلك قد يحتاج إلى انتظار قد يصل إلى شهور إضافية، إلا في حال حصول مفاجأة على خط العلاقات الإيرانية ـ السعودية، والتي قد تقود إلى تفاهمات على مجمل ملفات المنطقة الساخنة، ومنها الملف الرئاسي اللبناني.

ويبدو أن الصرح البطريركي سيشهد في فترة الأعياد حراكاً سياسياً مكثّفاً مع زيارة القيادات، على مختلف مشاربها، الصرح البطريركي لتقديم التهاني بحلول الأعياد، الأمر الذي قد يتظهّر بشكل أكبر مع انقضاء فترة الأعياد، في ظل المعلومات التي تتحدّث عن دور ستضطلع به بكركي في تسريع عملية الإنتهاء من الشغور الرئاسي، مدعومة من الفاتيكان وفرنسا.

ويجري الحديث في هذا الإطار، عن اقتراح قد يطرحه البطريرك بشارة الراعي على الأقطاب الموارنة الأربعة، في محاولة للخروج من حالة التأزّم، لا سيما وأن بكركي مقتنعة بأن فرصة انتخاب الرئيس العتيد لا تزال قائمة، ويجب الإستفادة من هذه الفرصة من خلال العمل على تمرير التسوية المطروحة، أو التوافق على مرشّح آخر من غير الأقطاب الموارنة الأربعة.

ومع ترحيل التسوية الرئاسية إلى العام الجديد، لا بد أن يفسح ذلك المجال أمام كافة القيادات، إن في 8 أو في 14 آذار، لتوسيع مروحة المشاورات وتكثيف الإتصالات في غير اتجاه، في محاولة لإزالة العوائق من أمام التسوية المطروحة، أو من أمام التوافق على شخصية من غير الأقطاب الأربعة، الأمر الذي يؤدي بالبلد إلى برّ الأمان وطي صفحة الإستحقاق الرئاسي نهائياً.

  المصدر: لبيانون ديبايت