تكشف أوساط كنسية أن "الاتصالات في شأن مصير اجتماع الأقطاب الأربعة الذي كان من المرتقب ان يدعو اليه البطريرك بشارة الراعي فور عودته من مصر لم تصل بعد الى أي مكان، فجميع المعنيين يتشاطرون الأفكار، ولكن الاجتماع مستبعد في هذه الفترة وبشكل موقت".

وتضيف: "بكركي تريد انتخاب رئيس اليوم قبل الغد، ولكن ماذا سيقول الأقطاب لبعضهم البعض في هذا الاجتماع؟ هل يعقدوا اجتماعا صامتا؟".لا جدول أعمال إذا للاجتماع، وبالتالي لا جدوى من انعقاده. أو الأصح جدول أعمال كل قطب ماروني من الأربعة معروف، وبالتالي لا ينسجم مع غريمه. لا يملك ميشال عون ما يقوله لسليمان فرنجية أكثر مما قاله له في زيارة زعيم زغرتا الأخيرة الى الرابية. وفرنجية لا يملك ما يقوله لا لعون ولا لسمير جعجع الذي لا يزال مجروحا من "ضرب الحبيب". ليبقى أمين الجميل وحيدا على الطاولة هو الآخر في اجتماع صامت.

يحرص مصدر أسقفي على التوضيح بأن رأيه التالي شخصي وليس ناطقا باسم بكركي. يرجح ان "المبادرة لن تمر على ما يبدو من دون سلة متكاملة من المطالب. فلا أظن أن أحدا يتصور ان العماد ميشال عون الذي قاتل منذ عام 2005 ويملك اليوم مفتاح حل الرئاسة في جيبه، يقبل بأن يتنازل عما يؤمن به حقا له. لا اعتقد ان من ظن انه سيقبل التحلي بموقف عقلاني، فالمسألة لا يمكن ان تكون باتجاه واحد، بل ستكون أخذا وعطاء، شرط ان يأخذ الجميع حقوقهم".

ويتابع قراءته الخاصة في تسوية فرنجية قائلا: "لا أعتقد أنه شخص عملي من فكر بأن طرحه سيقبل به على الفور فريق 8 آذار وكأنه الحلم المشتهى. فطرحه الذي ينطلق من قاعدة ان رئيس الجمهورية يجب ان يكون من ضمن هذا الفريق مقابل رئيس الحكومة من 14 آذار، تخطى فيه عون وحزب الله. المسألة ارتكزت على دعم دولي وإقليمي كبيرين دفعا ربما بفرنجية الى التصرف كرئيس جمهورية مع وقف التنفيذ على ما لاحظ البعض".

يسأل المصدر نفسه: "الى متى سنبقى نطالب بتطبيق الطائف؟". لكن حول ما حكي عن مقايضة التسوية الرئاسية بقانون الستين، يؤكد أن "بكركي لن تقبل بعودة قانون الستين غير العادل وسبب بلاء، ليس فقط المسيحيين، وانما كل اللبنانيين".