لم يكن وصف الامين العام لحزب الله في احدى خطبه حكام الدول العربية بـ " التنابل والكسالى والفاشلين "، وما تبع الخطبة المذكورة من حملة اعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر التابعة للحزب تحت وسم (عاصفة – التنابل ) لم يكن كل ذلك نتاج لحظة صراع سياسي محتدم، ولا هو محاولة خطابية للتجيش الجماهيري فقط.

الخطورة بالموضوع ان هذا التوصيف انما هو نتاج شعور عام أقرب ما يكون الى حالة نفسية يعيشها الحزب من اعلى قياداته ووصولا حتى قواعده الجماهيرية، هذا الشعور " المرضي " هو المنطلق الذي يجعل من حزب الله يتصرف على انه القوة الوحيدة بالعالم العربي والاسلامي، وان ما سواه لا يعدو اكثر من مجموعات بشرية لا حول لها ولا قوة. وبالتالي فمن هنا فقط يمكن ان نفهم هذا الايغال من قبل الحزب واقدامه على خيارات لا يمكن ان تصدر عن اناس يمتلكون الحد الادنى من قراءة الواقع قراءة موضوعية، آخذين بعين الاعتبار حيثيات المحيط وما يمكن لهذا المحيط ان ينتج من ردات فعل طبيعية على افعال تمارس لا قِبل له من استساغتها.

لا يزال حزب الله وحتى اللحظة، يعتبر ان دوره الطليعي في المقاومة، وانجازه التاريخي بالصراع مع العدو الاسرائيلي في الجنوب اللبناني هو رصيد كبير وخيمة سميكة بحيث يمكن معه وفيها ان يستر كل عوراته المذهبية، وكل ما يقوم به من اذكاء للصراع المذهبي بالمنطقة ولو عن غير قصد فقط من خلال التستر داخلها هذا الخطأ الاستراتيجي في قراءة الوقائع، وما ينتج عنه من تحولات، ولن يكون سعي المملكة العربية السعودية بانشاء تحالف اسلامي لمواجهة الارهاب هو اخر المطاف، بعد التحالف العربي وعاصفة الحزم وما تبعها، فبالرغم من كل التحذيرات التي اعطيت للحزب ومن ورائه ايران، منذ الايام الاولى للأحداث في سوريا، والقول بصريح العبارة لهما بان رفع شعار " المقاومة " وشعار فلسطين لم يعد ليخفي حقيقة الهوية المذهبية لكليهما، وبالتالي فان هذا البحر السني الذي يسبح فيه حزب الله لن يستمر على حاله ولن يتقبل ان يمخره سفينة شيعية بدون احداث امواج عاتية، بالخصوص ان الاهداف المعلنة للمحور الايراني اخذ يتبجح بشكل صريح عن غايات واهداف بعيدة كل البعد عن الشعارات المرفوعة كوقوع اربع عواصم عربية تحت هيمنته.

من غير الخافي على كل صاحب نظر، ان التحالف الاسلامي( السني ) المعلن عنه، انما يستهدف فيما يستهدف، هو الوقوف بوجه المد الايراني ومواجهة اذرعه بالمنطقة وفي مقدمهم حزب الله ( الشيعي ) قبل غيره، وان كان هذا امر يعتبر في السياق الطبيعي لتطور الاحداث الا ان الغير طبيعي في هذا المجال هو ما يعبر عنه الحزب كل مرة من شعوره بالذهول والصدمة من هكذا خطوات ولا يسعى لاعادة قراءة مواقفه وخياراته، ليجر على المنطقة المزيد من الدماء والدمار بدون اي جدوى، وهكذا كل مرة يقارب فيها حزب الله حدث يخبره بوجود 1,62 مليار سني بالعام فتنتابه الصدمة ،،، وانا كذلك