جمهورية نيجيريا الاتحادية بلد يقع في غرب أفريقيا، ويعتبر من أكبر الدول الافريقية من حيث التعداد السكاني حيث يبلغ عدد السكان في نيجيريا حوالي 154 مليون نسمة . 

ولنجيريا حدود مع كل من بنين في الغرب، تشاد والكاميرون في الشرق، النيجر في الشمال وخليج غينيا في الجنوب. عاصمة نيجريا هي أبوجا منذ عام 1991 وكانت لاغوس العاصمة السابقة. ويشكل المسلمون في نيجيريا ما يقدر بــ  50.4%  ويتبعون المذهب المالكي والذي تعتمد تشريعاته في سن القوانين.

ومع حلول العام  1980 ظهرت عدة حالات من التشيع في البلاد ما شكل أقلية شيعية أخذت بالتطور يوما بعد يوم،وكانت البداية مع الشيخ إبراهيم الزكزاكي الحاصل على بكالوريوس الاقتصاد من جامعة أحمد بن بللو، حيث اعتنق المذهب الشيعي وبدأ في نشره داخل البلاد، وقرأ الترجمات الإنجليزية للكتب الشيعية التي كانت توزعها السفارة الإيرانية في البلاد، وحافظ الزكزاكي على قاعدة التقية في عدم إظهار مذهبه لحوالي 15 عاماً، حتى ظهرت في عام 1995 حقيقة تشيعه عندما أجرت معه إحدى الصحف الإيرانية حوارا كان بمثابة الإعلان عن وجود التشيع في نيجيريا .

ومن العوامل التي ساعدت على نشر المذهب الشيعي في نيجيريا الفقر والجهل الذي يسود أوساط المسلمين في أفريقيا عموما ونيجريا خصوصا الأمر الذي سهل انقياد قسم منهم إلى اعتناق المذهب الشيعي، مع الدعم المادي واللوجستي التي قدمته الجمهورية الاسلامية الإيرانية الذي لعب دورا كبيرا في انتشار التشيع وتقدمه في البلاد .

الشيخ ابراهيم الزكزاكي ساهم  بحضورة ونشاطه إلى حد كبير وعمل على تكريس حضور المذهب في المجالات الاجتماعية والسياسية وغيرها. وكان الشيخ الزكزاكي يمارس نشاطه السياسي باستمرار وكان شديد الإنتقاد للحكمة النيجيرية بسبب الفساد السياسي وخصوصا تجاه علاقة نيجيريا بالعدو الاسرائيلي بالاضافة إلى علاقة بعض قيادات الجيش بالمنظمة الارهابية بوكو حرام . وبعد الحضور اللافت للشيخ زكزاكي سياسيا واجتماعيا في البلاد وبعد ظهور العلاقة التي تربطه بالجمهورية الاسلامية الايرانية أصبح الشيخ ةمن خلفه أتباع المذهب الشيعي هدفا للإرهاب، فجاءت العمليات الإرهابية الأخيرة ضد الشيعة في البلاد لتؤكد استهدافهم عن سابق تصور وتصميم . وتشير التقارير الواردة إلى اعتداءات وحشية من قبل الجيش النيجيري على الشيخ زاكزاكي وأنصاره وكشف ناشط وأكاديمي نيجيري عن أن ضحايا الهجوم على منزل الشيخ الزكزاكي والحسينية أصبحوا بالمئات بسبب استخدام الجيش النيجيري للقوة المفرطة، مبينا ان المنزل والحسينية سويا في الارض.

وقال الاستاذ المحاضر يهوذا إمام في حديث صحافي أن الجيش النيجيري استخدم القوة المفرطة في هذا الهجوم، والآن بيت الشيخ الزكزاكي والحسينية سويا في الارض، أما عدد شهداء والجرحى فقد أصبح بالمئات ولا توجد حتى الآن حصيلة محددة لأن المكان محاصر ولا أحد يستطيع الدخول الى هناك لينقل الأحداث كما هي او يفيد بعدد شهداء والجرحى في الموقع.

وحيب تقارير أخرى فإن قوات الجيش هاجمت تجمّعا للمسلمين الشيعة الذين حضروا في حسينية "بقيّة الله" في مدينة "زاريا"، لتشييع أحد الضحايا الذين سقطوا قبل أيام على أيدي جماعات "بوكو حرام" الإرهابية الوهابية، التي أعلن زعيمها مبايعته لتنظيم "داعش" الإرهابي. إن هذه الإعتداءات الآثمة والمدعومة بلا شك من الجماعات الارهابية والوهابية ستفتح المجال الواسع للمزيد من الأعمال الارهابية التي تستهدف التشيع والتي بدأت في الوطن العربي وها هي تمتد شيئا فشيئا الى بلاد أخرى وقد لا تنتهي نظرا لوجود العديد من أبواق الفتنة المذهبية التي باتت تجتاح العالم الاسلامي .