لم تعد بعض الوسائل الإعلامية قادرة على ضبط نفسها بعدما عمد تلفزيون لبنان إلى استبعاد حزب الله من حلقة برنامج كلمة حرة والذي تقدّمه الاعلامية شذى عمر.

وإن كان التميز كما قيل يتم باختيار الضيوف فالمميز أكثر أن يتم إحترام شخص الحلقة حيث أن مقدمة البرنامج لديها الحرية الكاملة في اختيار من تريد ومن تحاور ولكن على ما يبدو أن هذه الوسائل التي نسيت أنه في يوم من الأيام نقل هذا التلفزيون كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الإخبارية السورية، استفزها مشهد عدم قدرة "حزب الله:" على التحكم بزمام هذه الحلقة من خلال عدم دعوة أي نائب أو وزير للدفاع عن رأيهم.

وبالطبع هذا الفعل من قبل هذه المواقع الإعلامية ليست بغريبة خاصة أن أبواق الصحافة تلك لا تتكلم إلا باسم حزب الله الذي تعود أن يستأثر بكل مرافق الدولة وحتى الدولة نفسها بدء من احتلال حدودها بدل أن يفسح المجال للجيش اللبناني في فرض سيطرته وحماية لبنان مرورا إلى احتكار الحل في رئاسة الجمهورية وصولا إلى التحكم بالتلفزيون اللبناني الرسمي من خلال نقل كلمة نصرالله نقلا عن الإخبارية السورية.

فبعد أن عاد سابقا تلفزيون لبنان إلى الواجهة على لسان المعارضين لحزب الله ، يعود اليوم أيضا من جديد بسبب حلقة إختارت مقدمة البرنامج ان تستقبل طرفا واحدا لسماع رأيه دون الخوض في مشاكل قد تكون بغنى عنها إذ أن في لبنان أي جلسة تضم أكثر من رأي ستنتهي بصراع لا بد منه لأنه وبكل بساطة "اللبناني ما بيحب يسمع" وربما كانت هذه الإعلامية تنوي في حلقة أخرى استقبال طرف آخر للدفاع عن نفسه.

لكن هو التسرع دائما ما يدفع بنا إلى إلقاء اللوم او إعلان الهجوم المضاد فضلا عن عقلية اللبناني الجاهلة التي تقضي بعدم تقبل الإنتقاد أو الرأي الآخر تجعل من لبنان سخرية أمام البلاد الأخرى.

ولعل تعدد الأحزاب والطوائف نعمة غير موجودة في باقي الدول لكن بالتأكيد زوبعة التحريض والإنتقادات غير البناءة ليست سوى نقمة اخترعتها ثقافة هذه الأحزاب بسبب ما تبثه من سموم في كلامها.

فيا أيتها الأبواق المعترضة على هذه الحلقة لماذا لم نسمع صوتكم عندما هيمن النظام السوري على هذا التلفزيون؟