لم تكن تصريحات الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني عفوية ولم تأت في سياق غير محسوب، نظرا للتوجهات السياسية السائدة حاليا في الجمهورية الاسلامية الايرانية والمتعلقة بمرحلة ما بعد المرشد الأعلى علي خامنئي حيث يجري الحديث بشكل جدي عن هذه المرحلة نظرا للحالة الصحية التي يعاني منها المرشد الأعلى الذي يبلغ من العمر 77 عاما.

وبالتزامن مع تطورات الوضع الصحي لخامنئي اعتبر قياديون إيرانيون ضرورة الإعداد لمرحلة ما بعد خامنئي وفي هذا السياق تأتي تصريحات رفسنجاني كتصريحات جدية حيث نقلت عنه وكالة العمال الايرانية للأنباء قوله أن مجلس الخبراء وهو أعلى سلطة في الجمهورية الاسلامية الايرانية سيتحرك لتعيين زعيم جديد وان هذا المجلس يسسعى لذلك ويدرس جميع الخيارات المتاحة . كما نقلت الوكالة عن رفسنجاني أن المجلس اختار مجموعة منه لإعداد قائمة بالمؤهلين لهذا المنصب وستطرح للتصويت عندما يستدعي الأمر ذلك في إشارة إلى الوضع الصحي لخامنئي .

واللافت في تصريحات رفسنجاني قوله أيضا أن هناك مشاورات داخل مجلس الخبراء متعلقة باختيار مجلس زعماء بدلا من الزعيم الأعلى الوحيد الذي يحكم مدى الحياة . يتكون مجلس الخبراء من 82 عضوا وينتخب المجلس من قبل الشعب كل عشر سنوات وهو مكلف باختيار المرشد الأعلى والإشراف على عمله.

وتعتبر تصريحات رفسنجاني والتي تنقلها وكالة أنباء إيرانية مؤشر جدي على الاهتمام الحالي للقيادة الإيرانية السياسية والدينية بمرحلة ما بعد خامنئي ويعتقد في هذا السياق أن هذه الإجراءات الجدية تجري بعلم خامنئي ومعرفته حيث تشير بعض التقارير إلى أن الوضع الصحي لخامنئي بات يمنعه إلى حد كبير من القيام بواجباته  .

وتشير المعلومات أن المرشد الأعلى علي خامنئي، يعاني من سرطان بروستات في المرحلة الرابعة، أي أن الورم الخبيث انتشر في كل جسمه.وقدّر الأطباء المعالجون أنه لم يتبقّ له سوى سنتين على قيد الحياة. وأن هذه الخلاصة الطبية تأكدت بعد العملية الجراحية التي خضع لها خامنئي في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي من أجل استئصال جزئي للبروستات.

وأمام هذه المعطيات قد تشهد الجمهورية الاسلامية الإيرانية مرحلة جديدة مفتوحة على كل الإحتمالات بعد التطورات السياسية المهمة والمعقدة التي تشهدها إيران في الوقت الراهن، وإن من شأن التعديلات المطروحة على نظام اختيار المرشد واستبداله بلجنة من الزعماء قد يكون لها تداعيات سياسية ودينية على مستقبل الجمهورية الاسلامية الايرانية .