بيال ـ معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، ٩ كانون الاول ٢٠١٥

 

في اطار معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، اقامت دار سائر المشرق ندوة حول كتاب "ثورة كوردستان ومتغيرات العصر"  للكتاب الكوردي، رئيس المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني، حكمت محمد كريم (ملا بختيار).

 

كان في افتتاح الندوة التي ادارها الاعلامي والكاتب جمال مدلج كلمة اشار فيها مدلج أن مؤلف الكتاب حكمت محمد كريم “ملا بختيار” أظهــر قــدًرا راقيًــا مــن الشــفافيّة والموضوعيّــة أثنــاء ســرده ومعالجتـه لكافّـة مفاصـل بحثـه المميّـز الـذي يشـّكل قيمـة إضافيّـة هاّمـة لمـا هـو متـاح أمـام الباحثـين مـن منشـورات ومراجـع تتعلّـق بالقضيّـة الكورديـّـة، وهـذا ليـس بالأمـر الغريــب، وخصوًصــا إذا أخذنــا بعــين الاعتبــار أنـّـه ليــس مجــّرد واحــٍد مــن المناضلــين والمثّقفـين الكـورد وحسـب، بـل هـو مـن أنشـط الكتّـاب في حقـل السياسـة والكفـاح المســلّح والنشــاط الجماهــري،وأغزرهــم نتاًجــا،رغــم انضمامــه المبّكــر إلى صفــوف الحركـة الكورديـّـة، وانشـغاله التـاّم بالعمـل السـّري، ثم ّالعمـل الكفاحـّي المسـلّح، منـذ انـدلاع الشـرارة الأولى للثـورة الجديـدة في مطلـع شـهر حزيـران (يونيـو) عـام 1976 ولغايــة انتصارهــا في انتفاضــة ربيــع عــام 1991.

تحدثت في الندوة رئيسة رابطة النوروز الثقافية الاجتماعية حنان عثمان ورحبت باسم اكراد لبنان بالسياسي والقائد والمفكر الكوردي الذي يثبت ويضيف بعداً ثقافياً وفكرياً لوجود الكورد في لبنان والمنطقة، كما اشارت لأهمية الكتاب في الاضاءة على نضالات الشعب الكوردي وصولاً الى الملاحم البطولية للبشمركة والمجموعات الكوردية في محاربة الارهاب اليوم.

 

شارك عالم الاجتماع العراقي د. فالح عبد الجبار بمداخلة حول الكتاب، قال فيها ان الكتاب مراجعة شاملة وموضوعية لجميع الانتفاضات والثورات المسلحة المسجلة في صفحات تاريخ الامة الكردية وهو يشمل دراسة وبحث ومقارنات واستنتاجات من الثورات المسلحة والانتفاضات الجماهيرية في العالم للاجابة على سؤال: ايهما الاصح؟ الثورات المسلحة في الجبال ام الانتفاضات المستمرة في المدن؟

 

وقال رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام ان التجربة الكوردية كما تجارب العديد من مكونات هذا الشرق، تثبت ان منطق الاكثريات والاقليات لا يجلب الا الويلات لشعوب المنطقة.

اختتم الندوة الكاتب ملا بختيار شارحاً مقدمة الكتاب التي ارادها دعوة جريئة للقارئ العربي لمشاركة الكورد تضحياتهم وتاريخهم المحاط بشبكة مشحونة بالعداء التأريخي والنقمة السياسية الى جانب عدم الاكتراث، فالأمة العربية هي أكبر أمة في المنطقة تربطنا نحن الكرد معها روابط عديدة، غير أن ما يدعو للأسف هو أن هذه الأمة الكبيرة لم تنظر طوال التاريخ الى الأمة الكردية كأمة صديقة وفية مؤتمنة وفي نفس الوقت لم تقر حقوقها كغيرها من الشعوب الأخرى في العالم.  واضاف “يبدو أن تأريخ الصراعات بحاجة الى تفجير التناقضات لكي تنكشف في النهاية الحقائق الكبرى ومن ثم نجتاح الحواجز والأسوار السمنتية للعقليات الشمولية.”

 

تلا الندوة توقيع للكتاب حيث  تمنى المؤلف تحقق الديمقراطية في المنطة ودعا الحاضرين والقراء العرب الى التمعن في قراءة الكتاب الذي يصب في سياق فهم واقع المنطقة السياسي والفكري.

(جمال ترو)