تفرض اندية الشمال نفسها بقوة على الكرة الطائرة، وتعلن دائما انها موجودة على خارطة الالقاب. كان الحديث في البداية عن «القلمون» الذي ظل منافسا لفترة طويلة ثم انتقل الامر الى «الانطلاق» انفة فاحرز البطولة، اما اليوم فقد احتكر «الزهراء» الموقف واصبح على كل «شفة ولسان» بعد ان تمكن من اعادة اللقب الى الشمال والفوز به للمرة الأولى في تاريخه.
كان الفريق يخوض مبارياته خارج ملعبه لانه لا يملك واحدا ثابتا او أرضا تجمع جمهوره الشمالي الكبير، فمرة يعتمد الـ «نورث هافن» ومرات «ملعب غزير»، وعندما جهزت قاعة «الميناء» اصبح له كيان خاص بحيث لم تبخل «جمعية العزم» عليه بشيء فحملت باسم الرئيس نجيب ميقاتي مسألة الدعم والمؤازرة، حتى اعتلى منصة التتويج.
الفريق «المرعب»
قد يكون «المرعب» كما يطلق على «الزهراء»، انموذجا حياً للتطور ومواكبة الحداثة، بعدما قدم عروضا كبيرة الموسم الماضي من خلال فريق متجانس وقوي ستكون له تداعياته الايجابية في الموسم الجديد، كونه ما زال يحتفظ بمعظم اللاعبين المحليين امثال جميل عبيد وكريستيان عساف وهاني حليحل الى ارتور الزايك احد افضل الضاربين الذين يتمتعون بمستوى عال ويمكنه اللعب في جميع المراكز دون استثناء، إلى ضم لاعب «الجيش» ضرار عبيد، كذلك لديه مجموعة من الاحتياط مثل غازي فنج ومحمد الحفار وقاسم الحسن وعمر قماح ورفيق رزق وغيرهم.
وسيغيب الزايك طيلة فترة مرحلة الذهاب على ان يلتحق بالفريق اواخر شباط كونه احترف في الدوري البرازيلي ويخوض هناك اقوى المباريات.
وعلى الصعيد الاجنبي، بدل الفريق في جلده بحيث استقدم لاعبين من صربيا هما ميخايلو ميدت كموزع وبديل للفنزويلي شيما الذي انتقل الى «سبيد بول»، الى ضارب «ريسيفير» هو نيمانيا دوكتش، وتعاقد أيضاً مع الفنزويلي كيرفنت الذي يجيد الضرب من الخلف وهو قائد منتخب بلاده.
واذا كانت تشكيلة الفريق قد حافظت على الكيان والنمط ذاتهما، فان ذلك حصل بفضل تواجد المدرب سيمون عطالله الذي تسلم دفة التدريب خلفا للصربي دراغان، ما يشير الى ان الامور ستكون جيدة لما يتمتع به من ميزات تتعلق بـ «الزهراء» نفسه ويعرف كيف يدير اللاعبين بطريقته المعهودة.
ولم تكتف الادارة بهذا الامر، بل تعاقدت مع الاخصائي في امور اللياقة والفنيات والتكتيك اليوناني ليون ليساعد من خلال محاضراته مع اللاعبين على حل كل معضلة قد تواجهم، نفسية كانت أم فنية، ليتبين ان «الزهراء» المرعب مصمم على مجاراة عصر الطائرة الجديد، ويتحضر للاحتفاظ باللقب.
جبر
يقول رئيس النادي عبدالله جبر الذي تسلم الرئاسة بعد استقالة الرئيس السابق عبد القادر علم الدين: «لن يثنينا أي شيء عن الاستمرار في المنافسة والاحتفاظ باللقب موسما اخر، فقد بدأ الفريق بالتحضيرات بشكل مستمر وجيد منذ اكثر من شهرين باشراف المدرب عطالله، خصوصا اننا ابقينا على كل الاسماء اللامعة مثل ارتور الزايك الذي يلعب حاليا في البرازيل، وكريستيان عساف وجميل عبيد، إلى ضمنا ضرار عبيد وثلاثة لاعبين اجانب على المستوى العالي، واستغنينا عن ادم خوري وسوف نستمر في البطولة بهذه التشكيلة من دون أي تغيير لان ذلك سيعزز التجانس والتفاهم بين اللاعبين، وستكون دورة سامي ابو جودة نوعا من الاختبار قبل انطلاق الموسم ونعول عليها جيدا لمعرفة مستوى اللاعبين والاجانب وكشف الثغرات».
وعن الفراغ الذي سيتركه الزايك في الوقت الحاضر، يضيف جبر: «يملك فريقنا الكثير من الاوراق ولن يتأثر بغياب لاعب او اثنين، فكل مركز يشغله اللاعب المناسب، اضافة الى ذلك فان الثلاثة الاجانب لديهم امكانيات عالية جدا وانا اتوقع ان يكونوا من الافضل على الساحة، ما يعني ان الفريق من دون ارتور سيكون له شأنه ايضا، وكلنا ثقة ان يبقى «الزهراء» عند حسن ظن جماهيره وداعميه واهالي طرابلس، ويتمكن من المحافظة على الانجازات».
ولا يستطيع جبر التكهن باسماء الفرق التي ستنافس على اللقب في الموسم المقبل «بل ان ذلك سيكون رهن المستويات وما فعله كل فريق بعملية التغيير ان كان على الصعيد المحلي او الاجنبي»، مشيداً بالاتحاد ورئيسه جان همام وما يبذله من اجل ان تبقى الكرة الطائرة في افضل صورة لها: «لقد اثنى الجميع في الجمعية العمومية الاخيرة، على دور النادي وحضوره القوي وجماهيره والتطور الكبير الذي اصاب اللعبة من خلال «الزهراء» ووجود القاعة الجديدة في الميناء.
هل يكتب «الزهراء المرعب» فصلا جديدا في تاريخ الكرة الطائرة.. أم ان عزائمه ستنهار أمام تحضيرات الفرق الاخرى التي استعدت للبطولة؟.. الجواب قد يكون عند الفريق الشمالي.