زعم موقع تسنيم الإيراني المقرب من الحرس الثوري أن معلومات مصدرها روسيا، تؤكد أن الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري زار موسكو سرا الأسبوع الماضي.

وزعم الموقع أن سليماني مكث في موسكو ثلاثة أيام والتقى خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين والقادة العسكريين الروس؛ لغرض متابعة تنفيذ نتائج لقاء بوتين مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي الخامنئي بشأن أزمات المنطقة.

وتأتي هذه الأخبار في الوقت الذي يتداول فيه على نطاق واسع أن سليماني أصيب إصابة خطيرة في أثناء وجوده في سوريا قبل ثلاثة أسابيع، كما تأتي بعد يومين من تقرير لموقع بلومبيرغ الأمريكي نقل فيه عن مسؤولين غربيين، أن إيران بدأت سحب مقاتلي النخبة التابعين لـ"الحرس الثوري" من الحملة العسكرية التي تقودها موسكو في سوريا، على إثر الخسائر الكبيرة التي تلقاها الحرس الثوري هناك.

ونقلت تسنيم عن شبكة "نهرين نت" الإخبارية، عن مصادر أوروبية دبلوماسية لم تسمها، أن هذه الزيارة هي الثانية من نوعها بعد الزيارة السرية التي قام بها لموسکو في شهر تموز/ يونيو الماضي، وأضافت الشبكة أن سليماني استقبل بحفاوة کبيرة من قبل بوتين وکبار المسؤولين الروس، وكان على رأس جدول أعمال الزيارة العمل على تنسيق ومتابعة تنفيذ نتائج زيارة بوتين الأخيرة لطهران ولقائه بالمرشد علي الخامنئي، وبخاصة الجانب المتعلق بالتنسيق العسکري والأمني بين الجانبين الروسي والإيراني في العمليات العسکرية، وفي الحرب على الإرهاب بسوريا ومواجهة المشروع الأمريکي والدول الحليفة لها؛ لتفتيت وتقسيم المنطقة وزعزعة استقرار الدول التي لا ترضى بالهيمنة الأمريکية والغربية، وفق "نهرين نت".

ومضت الشبكة بتصوير سليماني وكأنه "البعبع" الذي يثير قلق الغرب، ونقلت عن تلك المصادر التي لم تسمها أن الذي يثير قلق الدوائر الغربية، هو الثقة العالية التي يوليها المسؤولون الروس وخاصة الرئيس بوتين للجنرال قاسم سليماني، وينقل عن الرئيس بوتين أنه يدعوه ويسميه باسم ”صديقي”، وکذلك يصفه بهذا الوصف، عندما يجري ذکره في حواراته مع قادته العسکريين.

وختمت الشبكة تقريرها المطول عن سليماني بما يبدو أنها الرسالة من وراء هذا التقرير، وهو أن تلك المصادر الأوروبية التي لم تسمها علقت على هذه المعلومات قائلة: إن المعلومات التي تتحدث عن زيارة الجنرال قاسم سليماني إلى موسکو في الأسبوع الماضي، تشکل تکذيبا عمليا لتقارير تناقلتها وسائل إعلام أمريکية وبريطانية وإسرائيلية وسعودية قبل 3 أسابيع، أشارت إلى إصابة الجنرال سليماني بجراح خطيرة في أثناء وجوده في ريف حلب الجنوبي بفعل هجوم صاروخي استهدف المنطقة.
لكن تقرير وكالة تسنيم الذي نقلته عن شبكة نهرين نت وكلاهما مواقع مقربة من الحرس الثوري الإيراني، قد زاد الغموض حول وضع الجنرال سليماني الصحي.

فبعد المعلومات التي أكدها "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"  (المعارضة الإيرانية في المنفى)، من أنه  حصل على معلومات "من داخل الحرس الثوري" تفيد بأن الجنرال سليماني "أصيب بجروح خطرة في رأسه؛ جراء شظايا قذيفة جنوبي حلب". حرص الحرس على نفي تلك المعلومات وبثت وسائل إعلامه في 30تشرين الثاني/نوفمبر  خبرا مفاده أن سليماني نعى السفير السابق في لبنان غضنفر ركن أبادي الذي قضى في حادثة تدافع الحجاج بمنى.

وقال سليماني في لقاء مع صحيفة إيرانية بطهران، إن وفاة غضنفر "خاتمة مشرفة تبعث على الفخر". وسخر سليماني من الأنباء التي تحدثت عن إصابة خطيرة تلقاها خلال معارك في ريف حلب الجنوبي، وقال: "قضيت عمري أقطع السهول والجبال من أجل تحقيق هذه الأُمنية"، لكن التقرير لم يظهر أي صورة حديثة لسليماني.

لكن الأمر اتسع وبدأ الإيرانيون أنفسهم يسألون أين سليماني؟

وتساءلت وكالة أنباء "ميزان" الإيرانية، الأربعاء الماضي، عن غياب سليماني، وقالت: "لماذا تم إلغاء كلمة الجنرال قاسم سليماني في حفل جامعة شهيد بهشتي بطهران؟

وأضافت الوكالة: "كان من المقرر أن يحضر الجنرال قاسم سليماني إلى جامعة بهشتي للمشاركة في احتفال بمناسبة يوم الطالب في الجامعة".

وأوضحت ميزان: "بعد انتهاء كلمة عزة الله ضرغامي رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، انتظر الحضور صعود سليماني إلى المنصة وسط تشجيع الطلبة ورفع هتافات وشعارات ترحب به، ولكن تفاجأ الحضور بعدم ظهوره، مما دفع الجميع إلى ترديد السؤال الذي طرح في وسائل الإعلام العربية أين سليماني؟".

ويبدو أن مصير سليماني يقلق الحرس الثوي الإيراني الذي لم يستطع للآن نفي هذه الأنباء بتنسيق ظهور علني لسليماني، ينفي أنباء مقتله أو إصابته إصابة خطيرة.