جاءت دعوة السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري الرئيس نبيه بري لزيارة المملكة العربية السعودية لتكسر الجمود السياسي الذي أعقب مبادرة الرئيس الحريري بترشيح  رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وتأتي هذه الدعوة على وقع التجاذبات اللبنانية الحاصلة حول مبادرة الحريري بترشيح فرنجية ولتؤكد أيضا الإصرار السعودي على المعالجة من جهة وتبني السعودية غير المعلن لهذه المبادرة، لأن زيارة الرئيس بري إلى المملكة السعودية من شأنها تذليل الكثير من العقبات خصوصا العقبات المعتلقة بحزب الله حيث لا يزال الحزب على موقفه من تبني ترشيح العماد عون . 

الرئيس بري وعد بتلبية الدعوة في الوقت المناسب، ولم يتسرع في تحديد موعد عاجل بالرغم من أن المرحلة تستدعي تلبية الدعوة بالسرعة التي تتطلبها المساعي الجارية لحل الأزمة الرئاسية، إلا أن للرئيس اعتبارته السياسية الخاصة وتوقيته السياسي الخاص وهو السياسي الذي يعرف خفايا المبادرات والصفقات .

اعتبارات سياسية محلية وإقليمية عديدة تمنع الرئيس بري في الوقت الراهن من تلبية هذه الدعوة خصوصا في ظل احتدام الصراع الإيراني السعودي من جهة والعلاقات الشديدة التوتر بين السعودية وحزب الله من جهة أخرى، وهذا فضلا عن التوتر الذي أحدثته أيضا الاجراءات التي قامت بها شركة عربسات تجاه المنار. ولذا فإن الرئيس بري وللإعتبارات هذه لن يلبي هذه الدعوة في المدى المنظور وسيتركها إلى التوقيت الذي يناسبه بالدرجة الأولى، سيما وأن أسباب  تعطيل وتعثر التسوية التي يجري الحديث عنها ليست كلها في يد الرئيس بري علي مهنا