عذرا منك جبران خليل جبران وعذرا من قصائدك التي طالما تغنت بلبنان، عذرا جبران فنصيحتك قد ذهبت مهب الريح وقدر الزخر قد ولى زمانه. عذرا جبران فكبرياء لبنان أطاح به مسؤولون ما اهتموا إلا بأمجاد وهمية يكتبها التاريخ وأشخاص وراء العرش يتسابقون كأن بانتظارهم ملكة تنعم بالرخاء فتناثرت كلمات قصيدتك حين قلت” تشاركوا في الحكم” كرماد يتهاوى نحو الأرض عله يجد أحدا يخلصه من براثن الموت.

عذرا سعيد عقل فأعمدة الشهامة في وطني تهمدت وبات الناس ينهشون بعضهم بعضًا.

عذرا أيها الإنسان في وطني فإنسانيتك قتلها صقيع الرأفة في مشاعرك حين بتّ ترى أطفالا يجوبون الشوارع بحثا عن قوتهم، فلا تحن لهم ولا تحزن لأجلهم.

نعم جبران..نعم سعيد..نعم أيها الشعراء الذين تغنيتم يوما بلبنان..فوطنكم ووطني هكذا أصبح

بلا رائحة ..بلا لون..بلا حياة..

رائحة أرضه تحولت إلى عطر مستخرج من النفايات وأنهره الجارية أصبحت مجاري للأقذار، أما هواؤه من جنوبه إلى شماله فرواية تسردها .روائح البقايا البشرية المشتعلة .

وما الحياة في وطني سوى سجنا للمبدعين ومتراسا للمجرمين، ظلاما للمثقفين ومنبرا للجاهلين الطامعين، حلما ببناء لبنان موحد خال من الطائفية ومقبرة لهذه الآمال والأحلام.

هكذا أصبح وطني..

سياسيوه يتقاتلون على الحكم ويا ليتهم يستحقون

شبابه نابغون ولا يجدون إلا أبواب الهجرة أمامهم.

لأن في وطني التوريث هو الحياة والتجدد والتغيير هو الموت

وإن كان هكذا وطني ..فأنا حقا لا أريده

علّ الإنسانية تستقيظ من جديد في العقول كي يعود لبنان كما كان شعلة الحضارات والكرامة والإباء



liban 8