معركة طرابلس مع الإنماء لا تنتهي ، هي معركة محقة يسعى بها أهل هذه المدينة لنيل نصيبهم من المشاريع الإنمائية في ظلّ سياسات ضيقة ، ونواب و وزراء يبحثون عن مصالحهم الشخصية وعن أرصدة بنوكهم بعيداً عن من انتخبوهم و وثقوا ببرامجهم الإنتخابية .

طرابلس المهمشة سياسياً ، خاضعة لمجلس بلدي مقصّر ، بعيد بفعالياته ورئيسه وأعضائه عن أوجاع المدينة ، هذه البلدية والتي هي عبارة عن بلدية المستشارين ، والتصوير الفوتوغرافي تحت شعار "استقبل و ودع" ، أتت لتمرير مشروع المرآب ولتحقيق نصر لفريق سياسي معين !

في كل هذه الفوضى التي تتموضع تحت زحمتها المدينة ، ما زال هناك من أهلها من يؤمنون بها ومن يبحثون عن الحلول والسبل لتحسينها ولتخفيف الأعباء وتأمين فرص عمل ...

ومن هؤلاء لجنة العمل الشعبي المؤلفة من مجموعة من الشباب الذين ينتمون لمنطقة باب التبانة ، هذه المنطقة التي خضعت وجارتها "جبل محسن" لجبهات سياسية عدة تاجرت بهما في جولات لم تجنِ غير الدماء والدمار والمعاناة .

شباب اللجنة ، بإمكانياتهم المتواضعة مادياً وأكاديمياً يبحثون دائماً بإستمرار عن خطط لتحسين منطقتهم ، ومن الخطط  الهادفة للإنماء تلك التي قد طرحها على اللجنة عبد الناصر شعبان منذ 7 أشهر لتنال موافقته ، وهي المتعلقة بالأكشاك .

في حينها كانت بلدية طرابلس قد تشكلّت حديثاً برئاسة الرافعي ، ليضعوها بمتناوله في أول جلسة جمعتهم مرفقة بمذكرة تم تقديمها ..

 

 

المذكرة تضمنت عدة مشاريع إنمائية منها :

- تشكيل لجنة من البلدية لرعاية شؤون باب التبانة .

- تأهيل مستشفى نشابة (وهي مستشفى خاص لا طاقم طبي به ) ، وتحويله لمركز صحي أو تربوي أو تعليمي

- الأكشاك ، ويقتضي بإستعمال الأرصفة العريضة على ضفتي نهر أبو علي وإقامة أكشاك منظمة عليها حيث أنّ هذه الأرصفة ليست مخصصة للمشاة وتستعمل لركن السيارات ...

وهذه الأكشاك تقدم عدة حلول :

1- نقل البسطات التي احتلت مشروع الإرث الثقافي إليها

2- تزيد فرص العمل ( وهنا يطالب أهل المنطقة بأن تكون حصراً للبنانيين )

3-تحافظ على نظافة النهر حيث أنّه لا يعود هناك من متسع لرمي النفايات يضاف إلى ذلك أنها تشكل مشهد حضاري جميل ، إذ يصبح هناك سوق شعبي بإمتياز ومنظم .

 

 

إلا أنّه وبعد مضي كل هذه الفترة الزمنية ما زالت هذه المشاريع على ورق ولم تباشر بأي منها ، بالرغم من الإلحاح الشعبي على مشروع الأكشاك والذي أصبح ضرورة للمنطقة ، فالبلدية لم تبدأ بأي منها و كانت حجتها التي أعلنتها في اجتماع مؤخراً للمطالبين هي نقص التمويل .

غير أنّ أهالي المنطقة والمطالبين بالإنماء يعتبرون أن هذا التمويل يمكن أن تؤمنه أي قوى سياسية طرابلسية ولكن البلدية لا تتحرك .

كما أنّ هذه الأكشاك ستعود بفائدة على البلدية فهم لا يريدونها مجاناً وإنما يمكن تحديد بدل إيجار بقيمة 100 ألف ليرة ، هذا ويطالبون البلدية بالمباشرة بها وأيضاً بوضع مخطط لضبطه من ناحية النظافة ، عبر وضع البراميل لرمي النفايات بها  وفرض غرامة على من يخالف .

 

فهل تستجيب البلدية ؟؟ أم أنّها تناست دورها كسلطة محلية لتستبدله بدور آخر ألا وهو التمظهر إعلامياً .