قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الله أراد أن يعاقب قادة تركيا، فسلب منهم العقل، مضيفاً "نحن نعلم أن تركيا قدمت ملاجئ للمسلحين الإرهابيين ، وأنها تتحمل المسؤولية المباشرة عن مقتل العسكريين الروس في سوريا ، ولكننا نفصل بين الشعب التركي والقيادة التركية الحالية".

وأضاف بوتين ، خلال رسالته السنوية إلى الجمعية الفيدرالية الروسية ، يوم الخميس : "إن الله رأى أن يعاقب النخبة الحاكمة في تركيا فأخذ منهم العقل، وسوف نكون مسؤولين أمام شعبنا ولن نظهر عضلاتنا ولن نخوف أحدًا ولكن بعد مقتل طيارينا، فنحن نعرف ماذا يجب فعله".

وأوضح بوتين، أنّ الأوضاع في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط مثيرة للقلق، وأنّ الإرهابيين يحصلون على التمويل والأسلحة ويتمركزون في سوريا .

بعد ساعات من لقاء الرئيس الروسي مع المرشد الأعلى آية الله خامنئي، قبل عشرة أيام ، الذي أهدى خلاله بوتين، مخطوطة للقرآن الكريم للمرشد الأعلى الإيراني ، أسقطت تركيا المقاتلة التركية التي كانت تحلق فوق سماء سوريا .

ويقال إنّ قوات الجنرال قاسم سليماني تمكنوا من إنقاذ أحد الطيارين الروس ، ممّا دفع بالمراسلة الأميركية للقول بأنّ إشادة الجنرال سليماني للمقاتلين الذين قاموا بعملية الإنقاذ تلك ، كانت ملفتة ، مضيفاً بأننا لا نعرف ما إذا كان قاسم سليماني يشرف على العملية مباشرة أم لا .

وتعتبر تلك المراسلة بأنّ تواجد سليماني في تلك المنطقة ليس مؤكداً وتشير إلى قيام روسيا بنقل منظومة الدفاع الصاروخي أس 300 في الأراضي السورية خلال 400 يوماً وبما أن تنظيم الدولة الإسلامية لا تمتلك طائرة ، فإنّ التهديد موجّه إلى طائرات التحالف، ومن المحتمل أن تستخدم الروس تلك الصواريخ ضد مقاتلات التحالف، خاصة في ظل سخط الروس على الأتراك.

ولكن تسليم سوريا منظومة الدفاع الصاروخي، ليس إلاّ أحد تداعيات الأزمة التركية الروسية، إذ إنّ الروس أعلنوا يوم الخميس عن بدأ تجهيز إيران بالمنظومة الدفاعية نفسها، ممّا أثار استغراب المراقبين الإيرانيين ، حيث إنّ الروس بعد مماطلتهم التي استمرت لستة سنوات في تسليم تلك المنظومة لإيران، بحجة تنفيذ العقوبات الدولية، قبلوا مؤخراً بتسليمها تلك المنظومة الدفاعية خلال السنة المقبلة.

وتقول مصادر مطلعة بأنّ الجنرال سليماني، تحوّل إلى بطل عند الرأي العام الروس بعد إنقاذه الطيار الروس من قلب المنطقة التي يسيطر عليها التركمان السورية المتحالفين مع تركيا .

ويبدو أنّ الروس يُظهرون بأنّهم يعرفون الجميل ويتبادلون الجنرال بالمثل ، ولاشك في أن بوتين يطبق في سوريا نفس المنهج الذي انتهجه في مواجهة الأزمة الأوكرانية، مع فارق وهو أنه ربما الآن يعتبر نفسه آية من آيات الله أو مكلّف من الله لمعاقبة تركيا.

وهكذا يبدو أن الجو السوري ليس محتلاً من قبل الدب الروسي، بل اصبح اسم الله متعرضاً لاستغلاله.