مبادرة التسوية التي تمّ الإتفاق من خلالها على إخراج البلاد من فراغ رئاسي ، نصّت وكما تداولت الأوساط السياسية والإعلامية على مجيء سليمان فرنجية رئيساً توافقياً ، ترافقه حكومة يرأسها الشيخ سعد الحريري .

هذه المعادلة والتي يشير المحللون أنّها ما كانت لتنضج لولا مخطط بري - جنبلاطي ، تبناه زعيم المستقبل .

وإذ يبرز السيد حسن نصر الله المحرج الأوّل بهذه الصفقة ، إلا أنّ من يعود تاريخياً للعلاقة بين نصر الله وميشال عون لوجد أن حزب الله لا يمكن أن يدعم مجيء الجنرال رئيساً للجمهورية ، وأنّ دعم ترشيحه كان يتكلّ على معارضة الطرف الآخر ممّا سوف يحرق ورقته الرئاسية .

فهل يوافق السيد حسن نصر الله على مجيء حالة إسرائيلية صدامية وتدميرية ، إلى بعبدا ؟

ففي السادس من تشرين الثاني عام 1989 ، وخلال احتفال تأبيني في حسينية الرمل في برج البراجنة في الذكرى الأولى للمقاوم عبد الله عطوي ، أعلن السيد حسن نصر الله أن في لبنان مشكلة اسمها  ميشال عون ، وأنه حالة إسرائيلية صدامية وتدميرية ولا يرى إلا مصالحه الشخصية ومصالح طائفته. فهو النهج الماروني العنصري في الشرقية .

 

 

 (( في خضم الأحداث في لبنان تبرز مشكلة اسمها اتفاق الطائف، ومشكلة اسمها ميشال عون  (حسن نصرالله، النهار في 6/11/1989)

أما أن ميشال عون مشكلة، فلأنه حالة إسرائيلية صدامية وتدميرية ولا يرى إلا مصالحه الشخصية ومصالح طائفته. فهو النهج الماروني العنصري في الشرقية (حسن نصرالله، النهار في 6/11/1989)  .. ))

 

من هذه التصريحات نجد أنّ حزب الله لن يسعى بعون إلى بعبدا لا سيما وأنّ ميشال عون ما زال بمبادئه غير الثابتة ذاك الذي نفي في الثمانينات والذي أحاطته شائعات عديدة بالعمّالة ، وإنّما أقام الحزب ورقة تفاهم معه لحاجته لحليف مسيحي في مرحلة سياسية كان بها الالتفاف الماروني حول الحريري (القوات - الكتائب) ، غير أنّ هذه الحاجة تجعله يرشّح عون لقصر بعبدا مع يقينه من معارضة الفريق الآخر الذي لن يقبل برئيس جمهورية يغطي السلاح غير الشرعي ، ومشاركة الحزب بالحرب السورية ..

 

من هذه المنطلقات يأتي ترشيح فرنجية كخلاص لنصر الله من العهد العوني وليس كإحراج ، لا سيما وأنّ فرنجية صاحب مبدأ ونهج سياسي ثابت لم يتقولب ولم يتبدل حسب بوصلة المصالح ...

وما بين الحليف الثابت والحالة الإسرائيلية ، انتهى حلم عون الرئاسي ... ليكون ريّس بعبدا المرّحب به من حزب الله فخامة سليمان فرنجية !