لا يكف إعلام الجديد عن بث السم والتفرقة ، وعن المس بالأديان والمقدسات ، ولأن عنوان هذا النوع من الإعلام ينطوي على الرأي الواحد الذي تتبناه القناة أو حتى المقدم نفسه فيحل الضيف "ديكور" يمنع له أن يصرح بما يخالف هذه المشيئة .

ليصبح المطل من هذه الشاشة أمام خيارين أو الامتثال لتوجه الفكرة كما يريدها المضيف أو تعرضه للمقاطعة المستمرة حتى يتم تحوير كلامه !

 

ومن الأمثلة على ذلك ما واجهه الشيخ عباس حايك خلال حلوله ضيفاً في برنامج للنشر لأسبوعين متتالين ، في الحلقة الأولى والتي كانت للتباحث بملف مشاركة المحجبات في مسابقات الجمال ، عرض الشيخ أطروحة للأزهر دون أن يتبناها ، غير أن القناة التي وجدت من هذه النظرية ما يشفي غليلها لإستغلال أي مادة استطاعت بأساليب غير مهنية أن توثق هذه النظرية على أنها وجهة نظر الشيخ نفسه معرضة اياه لوابل من الانتقاد على كلام لم يقله ولم يتبناه .

ما تعرض له الشيخ حايك استدعى اطلالة ثانية على القناة ليوضح فكرته وأنّه اتهم بما لم يقله ، إلا أنّ قناة البروباغندا بإعلاميتها الساخرة كركي ، لم تفسح المجال للشيخ لأن يقول ما يريد فمن إجابتها على قوله أن الحجاب فريضة " لا يمكن لشيخ ان يتراجع عن  رأيه خلال اسبوع " ، والتي قامت من خلالها بفرض ما تريده بطريقة غير لائقة على كل من الشيخ و الرأي العام  .

وصولاً لعدم منح ضيفها مساحة كافية في الكلام إلى التشويش عليه ، فمن يقوم بمشاهدة فيديو الحلقة مرة ثانية يجد أن الكلام الأول الذي قاله الشيخ عباس مقتطع ولم يتم إعادته ، كما سيجد أنه لم يأخذ الوقت اللازم ، ناهيك عن أنه حينما كان يشرح الآية القرآنية التي تؤكد فريضة الحجاب في آخر الفقرة واجهت ريما هذا الشرح بسخرية غير مهذبة !

للأسف للنشر "هو نشر السخافة" ، وللأفكار الأحادية ، أما الضيوف من المثقفين فلا تترك لهم الإعلامية "المحدودة" ريما كركي ، أي مجال للحوار وكأن كلامها لا يعلو عليه ...

وأخيراً ، الشيخ عباس حايك قال كلمته "الحجاب فريضة" ، وأما كركي التي لم تحترم الحجاب أولاً بعدم وضعها غطاء الرأس بحضرة المشايخ فلا نطلب منها أن تؤمن به ، ولكن لتحتفظ بمعتقداتها لنفسها بعيداً عن الرأي العام واستغلال الضيوف .