"ماذا سيكون رد الفعل الروسي؟" سؤال حاول، رولاند أوليفانت، مراسل صحيفة "تليجراف" البريطانية في موسكو الإجابة عليه في مقال له، بعد حادث تحطم الطائرة "سوخوي 24" الروسية.

وقال "أوليفانت": إن "إسقاط المقاتلة سوخوي 24، هو أول خسارة خطيرة تعاني منها روسيا منذ أن بدأت غاراتها الجوية لدعم حكومة الرئيس بشار الأسد قبل نحو شهرين، فهي لحظة قاتمة للطيارين، وأسرهم، ورفاقهم على الأرض".

ولكنه لن يكون بمثابة صدمة هائلة لهيئة الأركان العامة الروسية، الذين يعرفون جيدًا أنه عندما تحلق الطائرات السريعة، وخصوصًا في حال كنت تخوض حربًا جوية مكثفة، فإن الأمور يمكن أن تسوء.

وأضاف مراسل الصحيفة أنه سواء كان خللًا فنيًا أو نيران العدو، فإن الحقيقة المروعة هي أن روسيا كانت ستكون محظوظة بشكل لا يصدق إذا أنهت هذه الحملة من دون خسارة واحدة. ولذلك، نظرًا لأنهم بالتأكيد يعرفون أن هناك فرصة قوية لحدوث أمرًا كهذا، فهي مراهنة آمنة على خطط الطوارئ.

وبالتالي تم بالفعل إرسال مروحيات الجيش الروسية لتجوب منطقة الحادث الذي تعرض له طاقم الطائرة "سوخوي 24″، فيما هو على الأرجح إجراء للبحث والإنقاذ.

وفي الداخل، وسائل الإعلام الروسية التي تسيطر عليها الدولة في تغطيتها للحادث، بدلًا من التقليل من شأن التقارير، أو التشكيك في التغطيات الأخرى، قام التلفزيون الروسي بتناول الحادث بعمق منذ البداية، وهو ما يشير إلى أن الكرملين على استعداد لمثل هذا الحادث، وكذلك للاعتراف بأنه في الحرب لا محالة من التعرض لخسائر.

والسؤال الوحيد هنا، بحسب مواسل "تليجراف"، ماذا ستفعل روسيا حيال تركيا، مؤكدًا أن الرد العسكري خارج هذه المسألة، إذ إن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، وإسقاط طائراتها كرد على الحادث يمكن أن يجلب مخاطر البد ء في حرب عالمية ثالثة.

ويرجح "أوليفانت" أن يكون هناك ضربات جوية ضد الجماعات التي تدعمها تركيا على الأرض، بما في ذلك الجماعات التركمانية، التي حذرت أنقرة روسيا من ضربها.

ومن المحتمل أيضًا أن تكون هناك استجابة الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، قد ألغى زيارته المقررة لتركيا، ودعا أحد النواب لإجلاء السياح الروس من البلاد.

(وطن)