دفاعاً عن التعليم ولا سيما عن ثانوية الملعب (ثانوية حسن الحجة ) دعا ناشطون من شمال لبنان إلى التجمهر أمامها اليوم والإعتصام رفضاً لبيعها وللمتاجرة بها ، مشكلة هذه الثانوية ليست بمستجدة و ليست المرة الأولى التي تطرح على الساحة الطرابلسية ، بل سبق وأثيرت منذ عدة شهور ليهدأ فجأة المطالبون عند التماسهم أن لا نية جدية للتضحية بهذا الصرح التعليمي.

ولكن السؤال : ما الذي أعاد الثانوية إلى الواجهة مجدداً ؟ وهل حقاً سيباع مبناها وسيهجّر للطلاب ؟

للإجابة عن هذا السؤال أجرى موقعنا اتصالاً مع الأستاذ عبد الباسط عباس مدير المنطقة التربوية ، والذي أكد لنا أن لا بيع سيتم وأنّ الأمر مجرد إشاعات وإشكاليات سابقة ومتعددة سببت مخاوف عند الأهالي والمهتمين بالمدرسة.

وأما عن تفجر الوضع اليوم والدعوة للإعتصام ، فقد أعاد الأستاذ عبد الباسط السبب إلى كون المدير الحالي ينوي تقديم استقالته الأمر الذي سمح للإشاعات وللضوضاء أن تفرض نفسها مجدداً ، مشيراً أنه عند استقالة المدير سيتم تعيين البديل وأنه لا نية على الأرض لإغلاق العقار.

 

 

في حين اعتبر رئيس الهيئة الاستشارية لمجالس الأهل في الشمال الأستاذ عبد الحميد عطية في اتصال معه ، أنّ مشكلة ثانوية "حسن الحجي" لا تتلخص بالمدير ومشكلتهم ليست شخصية معه ، المشكلة هي أنّ هذا العقار قد بيع فعلياً في العام 2003 لسلطان حربا وشركائه.

يضاف إلى ذلك الحالة المتردية التي وصلت إليها المدرسة ، ومحاولة تفريغ الطلاب منها والذين تقلص عددهم من 1200 طالب (في سنوات سابقة) لـ 150 طالب حالياً.

كما وأشار الأستاذ عبد الحميد إلى أنّ المدرسة تحتاج لإدارة قوية تخرجها من التجاذبات السياسية بين 8 و14 آذار ، ومن الأمثلة عليها المدير وليد حفار  (8) والناظر توفيق خضر (14) ، منوهاً أن هذه التجاذبات علنية وليست مخفية.

وأكدّ لنا أن ما يطالبون به هو قانوني ومحق ، فهم يريدون من الوزارة أن تضع يدها على ثانوية الملعب وأن تدعمها مالياً معنوياً ، وأن تعمل أيضاً على إقامة خلية أزمة لإنقاذها ولإعادة تقويمها لأجل مصلحة الطلاب أولاً وأخيراً.

 

وفيما يتعلق بالتجاذبات السياسية في المدرسة فقد أشار إلى هذا الأمر بدوره السيد ربيع مينا رئيس جمعية بناء الإنسان الخيرية   ، معتبراً في اتصال أجريناه معه أنّ من الإشكاليات التي تقوقعت بها المدرسة هي المماحكات بين الأساتذة التابعين لفريقين مختلفين ألا وهما ميقاتي والحريري.

 

وفي نهاية المطاف ، تبقى المعضلة الأساسية ، ما هو المصير الذي سيفرض على ثانوية الملعب ، وكيف ستتعامل وزارة التربية لأجل إعادة إحياء صرح تعليمي استطاع لحقبة سالفة أن يكون الأهم شمالاً وأن يخرج النخب الطرابلسية والتي هي من نفسها من تعمل على حمايته..