يؤكد الغرب على عنصرية ملفتة كلمّا طاله الإرهاب وتحتشد دوله للقتال ضدّ مصادر الإرهاب المتهمون اليوم في تغذيته نتيجة لتسهيلات ضخمة وفرّها الغرب للجهاديين من المذاهب كافة في حين أنه لا يتحرك لفعل شيء يُذكر أمام ارهاب الدول وفي مقدمتها " اسرائيل " التي تفتك بشعب بعد أن قضمت أرضه وبأبشع الوسائل دون رقيب الغرب ولا حسيب الشرق .

من فرنسا إلى مالي والطائرة الروسية قام الغرب قيامته على الإرهاب وهو يهدّد ويرعد بقيادة الولايات المتحدة بمحاسبة تنظيم بحجم فرقة كشفية في الجيوش المستعدة لضرب الارهاب واعتبر أن الأمن القومي لأوروبا وأميركا وروسيا بات مكشوفاً ومهدداً من قبل هؤلاء البرابرة الجُدد من تنظيم دولة الخلافة .

لقد مات وهجر الملايين من السوريين ولم ينتبه أحد من الغرب لأفقر شعب عربي ومازالت أميركا متمادية في ابقاء الحرب لأنها تلبي احتياجات ربيبتها اسرائيل وتغذي مصالحهما في منطقة بات التحدي فيها طائفي ومذهبي وبأبعاد اقليمية مستنزفة لقدرات دول وشعوب المنطقة كافة .

اذاً نحن أمام سياسات غربية متعسفة ومشينة وقاتلة بحق شعوب العالم الثالث اذ انها تقف وراء السلطويات المستبدة وتشجع على التطرف وتغذي الارهاب بمواده السامة وتقف بوجه موجات الاعتدال الممكنة لذا نراها لا تشجع فعلياً على ارساء قواعد الديمقراطية بل تمعن في احتقار تطلعاتنا صوب الحرية فتجربة أميركا في العراق مخزية جداً اذ أنها عملت على تطييف العراق وبيعه حصصاً للطوائف والمذاهب والمكونات وأرست غُبناً مذهبياً للسُنة الأمر الذي أتاح لداعش حضوراً أقوى من جيش وطائفة المالكي الذي هرب ومن معه وولوا الأدبار من مجموعة بعثية التحت بدين داعش .

وها هي تبقي الأسد في السلطة كي تبقى الحرب مفتوحة في سوريا حتى لا يبقى أحد من المقاتلين من جماعة لا اله الاّ الله وتُدمر سوريا ومن معها وضدّها من دول عربية واقليمية ولا تزعج خاطر الاسرائيلي في الزامه بالسلام مع الفلسطيني لصالح الدولة الفلسطينية وتُبقي سكين الاسرائيلي  ممدودة لتحزّ نحر الفلسطيني كل يوم .

ان لائحة السياسات الغربية وخاصة الولايات المتحدة ضدّ تحررنا من قيود سلطوياتها الاستبدادية طويلة ولا تنتهي عند حدّ دولة بل ان عالماً بمحمولاته كافة يعاني من سياسات الادارات الامريكية والغربية عموماً في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية  وللأسف يبدو أن الرهان على خيارات خارج الشيطان الأمريكي محاولة باتت بالفشل بعد أن باع الايراني رهاننا عليه لصالح التعاطي الايجابي مع الاميركي للاعتراف بدوره الأوسطي .

اننا نفتقد ضحايا الغرب تماماً كما نفتقد ضحايا العرب لأننا ندين العنف بكل أشكاله وأسمائه ونبذل جهوداً جبارة لتعزيز منطق الاعتدال والنضال من أجل الدولة الديمقراطية العلمانية في حين أن آباء الديمقراطية لا يبكون الاّ على ضحاياهم ويتباكون على ضحايانا ويهزؤون بخياراتنا المشابهة لخياراتهم في العيش ويعملون على تقويض حركات التحرر من التطرف الذي يطعمونه ما يستوجب بقاءه في الحياة مُتزعماً في السلطة والمعارضة لعالمنا العربي والاسلامي .