في اللحظة التي يحتشد فيها المجتمع الدولي لمقاتلة تنظيم الدولة في سوريا تسعى السعودية جاهدة لتوحيد صفوف المعارضة السورية لملء الفراغ من جهة إذا ما انسحب " داعش " أو تمّ " القضاء " عليها ولصبّ جهود المعارضة مجتمعة ضدّ ما تبقى من النظام وضدّ حلفائه من ايرانيين وروس .

هنا يبدو أن قيادة المملكة تتبع الوصفة الأمريكية الداعية الى توحيد صفوف المعارضة لتشكيل وفد ممثل لها كتمثيل شرعي مقابل وفد النظام السوري الذي يحظى بموافقة دولية مع تباين واضح ما بين روسيا وأميركا وأوروبا لأن الروس يناورون في موضوع مستقبل الرئيس السوري في حين أن الآخرين مقتنعين بضرورة رحيل الأسد بضمانات تستبعد محاكمته .

اذاً نحن أمام جهود مبذولة لتوحيد صفوف معارضة الفنادق ذات تمثيلات العربية للدول المعنية مباشرة بالحرب السورية وبقرار أميركي كما صرح كيري الذي استعاد نشاطه في الحرب السورية بعد أن أدار لها ظهره لأن الحرب تفي بالمطلوب منها أمريكياً .

اعتقد بأن اللجوء الى حوار سوري – سوري دلالة على عجز الداعين له على ايجاد حلّ كما هو حال حوار " فينا " الذي أتاح للروس الدور المطلوب للمساهمة في تدمير سوريا لاضعاف دور ايران في الورقة السورية .

ثمّة مبالغة كبيرة في اعطاء الحوار السوري – السوري دوره في الحلّ لأن السوريين أنفسهم لا يريدون حلاً يعيد أنتاج الأزمة كما أن التعاطي مع تنظيم الدولة على أنه خارج الحسابات السورية وأنه بدأ بالهروب من المنازلة الصعبة مع الأحلاف الدولية هو تعاط مُتسرع بعض الشيء اذ أن التخلص منه يحتاج الى معالجات أكبر من التهديد الدولي نفسه .لسور