وقع انفجار الكارثة في برج البراجنة..الناس تجمهرت لتمد يد المساعدة، كل رجل وطفل وامرأة نزلوا إلى عين السكة لرؤية ما حصل وللقيام بالأعمال التي تفرضها الإنسانية والروابط الإجتماعية.

فجأة..سُمع صراخ قوي ينادي "سوري داعشي  انتحاري رابع" وإذ بالناس لم تستطع السيطرة على أعصابها فركضت وراء هذا الشخص المفترض بأنه الإنتحاري الرابع وبدأت بضربه بقسوة ما جعل علامات الأذى الجسدي تبدو واضحة على وجهه وعينيه.

وهنا اضطرت عناصر من الجيش اللبناني إلى إطلاق الرصاص لتبعد الجموع، وتم إلقاء القبض على الإنتحاري الرابع وتحويله إلى القضاء للتحقيق معه من قبل القاضي ابو غيدا.

فمن هو هذا الإنتحاري الذي شغل وسائل التواصل الإجتماعي لعدة أيام متواصلة؟

مما لا شك فيه أن الذعر أصاب منطقة الضاحية الجنوبية حين وقع إنفجار برج البراجنة الذي راح ضحيته 44 شهيدا بالإضافة إلى ما يفوق الـ200 جريحا لذلك كان من السهل ان تتأثر الجموع التي شاهدت هذه الفاجعة بأي كلام يتم تداوله، خصوصا أنه بذلك الوقت موقع انفجارين متتاليين فكان من السهل تصديق التكهنات بوجود إنتحاري ثالث ورابع .

فعبد الله علي أو عبدو رجل سوري الجنسية  يعيش في منطقة البرج منذ ثلاث سنوات ويعمل في مقهى،هبّ للقيام بواجبه تجاه أهل المنطقة ومساعدتهم في محنتهم فور سماع أصوات الإنفجارات فنزل مسرعا وإذ بشاب يرتدي نزة صفراء اللون أمسكه وسط الجموع المشغولة بإنقاذ من تبقى من الجرحى وسأله "إنت سوري" فرد الأخير "طبعا سوري كردي".

وإذا  بهذا الشاب تجرد من إنسانيته في وقت يحتاج الآخرين لمساعدته وسحب المال من جيب عبدو و"تغدا فيه قبل ما يتعشى عبدو فيه" وصرخ "سوري داعشي إنتحاري" قبل أن يتمكن عبدو من الدفاع عن نفسه والقول بأنه قد سرق.

وهنا انقضت الناس المتجمهرة عليه دون أي رحمة وأبرحته ضربا غير آبهة أن هذا الإنتحاري المفترض ضحية إنسان خال من العواطف.

والجدير بالذكر أن هذه الحادثة التي أظهرت ان ليس كل الأخوان السوريين شريرين،تم بعدها في منطقة الضاحية الجنوبية منع كل شخص أجنبي من أن يكون حرا وتم تضييق الخناق عليه ومنعه من قيادة حتى الدراجات النارية وما هذا سوى دليل على العنصرية التي لجأ إليها حزب الله من خلال بعض الاجراءات الامنية  مع العلم أن من الواجب الإشارة إليه  أنه في وقت كان اللبناني بحاجة للمساعدة تخلى عنه فتى لبناني من سكان الضاحية ليسرق، وبالمقابل خاطر السوري بحياته ليساعد بنجاة الآخرين.

وختاما ما علينا إلا القول بأن  المريض هو الذي يرى أشرار قومه أفضل من خيار قوم آخرين، على أمل أن يتحرر هذا الحزب من تلك العصبية والاخذ بعين الإعتبار أنه قد يكون ابن المنطقة أسوء من غيره.