عقب اعتداءات باريس التي خلفت 140 قتيلاً على الأقل ، وبينما تعيش فرنسا في ظل حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس فرانسوا هولاند ، أعلن وزير داخليتها نيته إغلاق المساجد والجمعيات التي تنشر فكراً متطرفاً، وطرد الأئمة الذين يدعون للعنف والكراهية، هذا الإعلان الذي  يتم التحضير لقرار بخصوصه سيناقش قريباً في مجلس الوزراء الفرنسي.

إن هذه الإجراءات المنوي اعتمادها قد تطال من 80 إلى 100 مسجد بفرنسا والتي يمكن تصنيفها على أنها متطرفة وهي معروفة لدى أجهزة وزارة الداخلية ، حيث أنّ الدولة الفرنسية هي دولة قانون لا تأخذ إجراءات كهذه إلا بحق الأشخاص الذين يبحثون على الكراهية والعنف.

غير أنّ هذا التدبير قد يتخذ رداً معاكساً ، إذ إن إقفال المساجد قد يعتبر تعسفاً ضد المسلمين لا المتطرفين ، لذا على مجلس الوزراء الفرنسي أن يكون واعياً إزاء هذا الطرح ، وأن يبحث عن حلولاً أخرى لإستئصال الأفكار الإرهابية ، منها أن يتم منع التطرف في المساجد والطلب من رجال الدين المعتدلين أن يشرفوا مباشرة على هذه المساجد  الداعية للعنف.

من ناحية أخرى فإنه على خلفية الهجمات الإرهابية التي استهدفت باريس ، تمظهرت المخاوف لدى جزء من الرأي العام الأوروبي الذي بدأ ينظر بعين الريبة للاجئين المسلمين ، لا سيما بعد التعرف على هوية أحد منفذي الهجوم و الذي تبين أنه دخل الاتحاد الأوروبي مع اللاجئين السوريين.

هذا الأمر دفع البعض إلى محاولة استغلال هجمات باريس الدموية للتحريض على اللاجئين والإدعاء أن إستقبالهم يحمل مخاطر كثيرة على الأمن والسلم الإجتماعي وأن هناك مخاطر أمنية تنطوي على فتح الحدود للمهاجرين وعلى جميع الأوروبيين فتح أعينهم عليها الآن، ويجب أن يكون لديهم صورة واضحة عن من يأتي إلى بلادهم.

من هنا.. إنقسم الرأي العام الأوروبي بين مؤيد لإستقبالهم وبين رافض لوجود اللاجئين في بلادهم لخوفهم من إرتكاب جرائم شبيهة لباريس ، غير أن توجه فرنسا كما يبدو هو الفصل بين القادمين الهاربين من نظام بشار وبين التطرف وهذا تجلى حينما تمت إنارة برج إيفل بعبارة تحمل معاني التضامن مع السوريين