شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت  حملة تضامن لبنانية سياسية وشعبية كبيرة، بعد التفجيرات التي ضربت برج البراجنة ،وأعطت حملة التضامن هذه صورة جميلة عن مستوى التكاتف والتآلف بين اللبنانيين أنفسهم من جهة وبين السياسيين والشعب اللبناني من جهة ثانية.
ونفضت الضاحية عنها غبار الاعتداءات الآثمة وقرأت في حملات التضامن معها مؤشرات ايجابية تدل على تعاطف اللبنانيين فيما بينهم وخصوصا وقت الأزمات ووقت الحرب ووقت الموت، لتبدأ بعد ذلك جملة من التساؤلات هل سيبقى التضامن مع الضاحية عندما تكون ساحة للقتل والدمار والدماء ؟ ألا يوجد مكان للتضامن مع الضاحية في وقت الفرح والسلام ؟ ألا يمكن النظر إلى الضاحية من زاوية أخرى ؟ زاوية حرمان الضاحية وإهمالها خدماتيا وإنمائيا وإجتماعيا واقتصاديا .
والسؤال الأبرز لماذا لا تستقبل الضاحية هذا الكم من السياسيين والحزببين وهي في حالة السلم للنظر في أوضاعها واحتياجاتها على صعيد الإنماء والخدمات؟ ولماذا تتعرض الضاحية دائما لأبشع الإتهامات ومن أهمها إيواء الفارين من وجه العدالة والمطلوبين ، فضلا عن الاتهامات بتجارة المخدرات والمحرمات وغيرها ، ألا تستحق الضاحية أيضا حملة تضامن في وجه هذه الحملات الإعلامية والسياسية التي تستهدفها في كرامتها وتضحياتها ؟
إن التضحيات الكبيرة التي قدمتها الضاحية ولا تزال  تستدعي من جميع اللبنانيين والسياسيين حملة تضامن كبيرة للوقوف الى جانب الضاحية في الحرب والسلم قبل التفجيرات وبعد التفجيرات، للتعبير عن التضامن الفعلي مع الضاحية وشعبها ومع مطالبها المحقة في رفع الظلم الاعلامي والاتهامات الاعلامية وفي رفع الحرمان الانمائي والاجتماعي وعلى كافة الاصعدة .
ومن الواجبات الاساسية على حزب الله وحركة أمل الوقوف إلى جانب الضاحية أكثر وخصوصا في مطالبها المحقة وأن لا تكون وصايتهم فقط وصاية حسب الحاجة بل يجب ان تتعدى هذه الوصاية على الضاحية الى الاهتمام بكل شأن اقتصادي ومادي واجتماعي وانمائي وغير ذلك .
إن الضاحية مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى ومسؤولية الأحزاب التي تعتبر الضاحية خزانها الشعبي وحيث أن المسؤولية كبيرة فيجب ان تكون التقديمات أكبر والمساهمات على مستوى التضحيات التي تقدمها الضاحية الجنوبية .

كاظم عكر