استطاع تنظيم داعش وبفترة زمنية قصيرة استقطاب آلاف الشبان متفوقا بذلك على تنظيم القاعدة والمجموعات الارهابية الأخرى، وجاءت قدرة الاستقطاب هذه من خلال الامكانات المالية التي يمتلكها التنظيم من جهة ومن خلال العناوين الاستقطابية التي سعى التنظيم الى تكريسها تحت مسميات عديدة منها : 1. محاربة الشيعة . 2. استعادة مجد الخلافة الاسلامية . 3 . الجهادية السنية وغيرها .
وكذلك فإن من أسباب الاستجابة لهذا التنظيم والرغبة في الانضمام اليه هي حالة الفقر والعوز والبطالة التي يعاني منها المجتمع السني في منطقتنا العربية وهي التي ساعدت الى حد كبير على الاستجابة لدوافع مالية ومادية وهو ما استطاع تنظيم داعش استغلاله وتأمينة وبقوة .
وساعد شعار محاربة الروافض في المنطقة على الاستقطاب في فترة اكتملت فيها فصول الاحتقان الطائفي والمذهبي بانخراط حزب الله بالحرب السورية ما زاد من فرص نجاح هذه الحرب وأوقد نارها، وإن كانت الاستعدادات جاهزة لضرب الشيعة في كل مكان، إلا أن دخول حزب الله على خط الأزمة السورية ومناصرة النظام السوري ساعد الى حد كبير،  فتطورت اكثر مبررات الحرب على الشيعة على امتداد الوطن العربي وأصبح الشيعة اهدافا مستباحة لتنظيم داعش من العراق الى اليمن الى السعودية والبحرين ولبنان، وجاءت آخر العمليات الارهابية التي ضربت لبنان وفي عمق الضاحية الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية لتؤكد الاستمرار في هذه الحرب بالرغم من وحشيتها وسطوتها .
وعليه فقد بقي الهدف الشيعي جاهزا ولا يزال في سياسة داعش الإرهابية وهو العنوان الذي ما زال التنظيم يراهن عليه ما دامت هذه الفوضى المذهبية والطائفية تعم المنطقة ،وما زال هذا الهدف محل استقطاب واسع لمزيد من الإنتحاريين في ظل الفكر المتطرف الذي سيطر بشكل شبه كامل على الساحة السنية واختفت فيه الأصوات السنية المعتدلة الى حد كبير.
إن ما حصل مؤخرا في الضاحية الجنوبية في برج البراجنة يؤكد اصرار تنظيم داعش على هذه الحرب الوحشية وقدرته الواسعة في الضرب في المكان والزمان المناسبين ، لأن التخطيط لمثل هذه العمليات الإجرامية لم يكن وليد لحظته بل هو مخطط سابق تمت دراسته بعناية وتم اخيار المكان والزمان بعناية ايضا الأمر الذي أدى إلى هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى .

كاظم عكر