كاد اللبنانيون ان يقتنعوا بأن كلمة السر لتهدئة الوضع الامني في لبنان لا تزال سارية حتى عاد مسلسل التفجير الى المناطق اللبنانية وتحديدا المأهولة بابناء الطائفة الشيعية بين ليلة وضحاها. 

انتقى المنفذون ابشع اساليب الاجرام. اختاروا المكان المناسب في منطقة مكتظة بالسكان حيث يتسوق ابناء برج البراجنة وضواحيه في ساعة الذروة. لم يشاؤوا ان ينفذوا عملين انتحاريين مزدوجين وحسب لارضاء حقدهم بل استخدموا متفجرات فيها ما يشبه الكرات المعدنية لالحاق اكبر ضرر واذى ممكنين. فبحسب ما يؤكد الاطباء الذين خبروا في السنوات الاخيرة معالجة جرحى التفجيرات الارهابية، تمكنت الكرات الصغيرة من اختراق اللحم لدرجة ان اكتشافها لم يكن ممكنا احيانا في الصورة الشعاعية، وقد استلزم ذلك في بعض الحالات اجراء عمليات جراحية للانتشالها استنادا لتشخيص الحالة. 

بعد المكان اختار الارهابيون الزمان بدقة. ليس بمعزل عن التطورات الاقليمية ولاسيما خسارة مطار الكويرس ومنطقة الحاضر في حلب، ليس بمعزل عن ذلك وغيره ان اختارت ايادي الارهاب منطقة برج ابو حيدر المتداخلة مع مخيم البرج للفلسطينيين. 

فان صح ان داعش هي من نفذت تفجيري البرج ام لا، ما لا لبس فيه ان مشهد التلاعب بأمن المخيمات يعيد نفسه.

منذ اكثر من عام تقريبا تحدثت معلومات عن خروج احدى سيارات الموت من مخيم صبرا الى الضاحية الجنوبية، ليحكى من بعدها عن العثور على نفق يربط مخيم البرج بصبرا. من دون اغفال بعض المعلومات التي تحدثت عن خلايا نائمة داخل المخيمات ولاسيما برج البراجنة، عدا عن تصفيات لشخصيات قريبة من سرايا المقاومة وحزب الله في مخيم عين الحلوة على ايدي مجموعات سميت "بايادي الشر الخفية". 

اليوم عادت الشبهات ذاتها تدور في فلك الاعمال الارهابية. فما ان وقع تفجيري البرج توجهت اصابع الاتهام الى المخيم الملاصق وجرى التداول باسمين فلسطينيين على الرغم من ان الاجهزة الامنية لم تتوصل بعد الى خيط يحدد هوية الفاعلين. وفورا نشرت صور قيل انها للانتحاريين المذكورين، فيما القوى الفلسطينية تنفي ان يكونا من ابناء المخيم.

يؤكد قائد الامن الوطني الفسلطيني وقائد القوة الامنية المشتركة في بيروت العميد ابو علي يوسف غضية لليبانون ديبايت، ان من بين الصور الثلاثة، اثنين تعودان لشخصين قتلا في معارك عبرا منذ عامين واخرى هي ليمني. يرفض غضية الاتهامات الموجهة الى المخيم موجها اصابع الاتهام الى العدو الصهيوني المستفيد الاول من دق اسفين بين اللبنانيين وضيوفه الفلسطينيين عبر تنفيذ اعمال ارهابية تكفيرية. 

معلومات قائد الامن الوطني الفسلطيني في بيروت تنفي وجود معطى بمعدل واحد بالمئة يفيد عن خروج الارهابيين من المخيم او حتى عودة احد الفارين اليه اذ وفور وقوع التفجيرين اقامت القوة الامنية المشتركة وقوات الامن الوطني حواجز على كل مداخل المخيم الرئيسة والفرعية وتم تفتيش الداخلين والخارجين من المارة بدقة. ويضيف ان التنسيق دائم واللقاءات مستمرة بين القوى الفسلطينية والمقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله وحركة امل حفاظا على امن المخيمات ومحيطها، مثله مثل التواصل القائم مع القوى الامنية اللبنانية ومخابرات الجيش.

هل تظهر التحقيقات المقبلة تورط فلسطينيين ولو كانوا خارجين عن امن المخيمات؟ وحدها الايام المقبلة تكشف الحقيقة. لكن في غضون ذلك يخشى ابناء المخيم ان يكون الهدف تضييع القضية الفلسطينية وحرف الانظار الدولية عنها واقحامهم في حرب داخلية. فيما بندقيتهم كما يقولون موجهة فقط نحو العدو الاسرائيلي، وانهم في لبنان ضيوف قصرا الى ان يحين يوم العودة. اما ابناء الضاحية اللذين يرفضون اتهام ضيوف آووهم واستضافوهم، جل ما يطالبون به ضبط حركة تنقل الاجانب الى لبنان.

لارا هاشم - ليبانون ديبايت